الصنارة

رئيس اتحاد بلديات "بلط" النهر


 


فاديا جمعة


لا يهمنا من هو رئيس البلدية ولا أي اتحاد بلديات يرأس، ما يهمنا هو الواقعة الفاضحة في حد ذاتها، مسؤول سلطة محلية، يملك شركة للباطون (الإسمنت) الجاهز، لم يتوانَ عن رمي مخلفات الباطون السائل في نهر الليطاني، فهل كان ينوي "تبليط" النهر؟ أم أن الرزق السائب يعلم الناس الحرام؟


لمن لا يعلم، فإن الإسمنت يدمر كل أشكال الحياة المائية، والعبرة أن مسؤولا مفترض أن يكون معنيا بالمحافظة على النهر، منحازا للحياة لا إلى ثقافة الموت والإهمال والتسيب والتلوث، هي مفارقة غريبة وضعتها "المصلحة الوطنية لنهر الليطاني" برسم المعنيين، إلا إذا كان المسؤول استبد به حب بلده، فآثر أن يزيد مساحة اليابسة، وفي ذلك عبرة لمن يعتبرون!


هي ليست سخرية، بل بكاء لا يجف على نهر يئن من مواطنين لا مواطنين، ومسؤولين يوظفون الموقع في سبيل أغراضهم ومصالحم، أما الليطاني فبريء منهم، ما زال يعبر القرى ساخرا منا، يهزأ بما نرتكب من جرائم، وهو يعلم أن سمته التجدد، وأنه عصي على الموت، ولو طال زمن الفوضى، وهو لن يطول.


مبروك لنا "إبداعات" رئيس بلدية واتحاد بلديات، مبروك لنا كل هذه السخرية المترعة بالوجع، وكان الله في العون، وهو السميع والمستجاب!



مشاركة




مقالات ذات صلة