الصنارة

باسيل... وصدفة "كورونا"!
أنور عقل ضو
تحت عناوين واهية أطل رئيس التيار الوطني جبران باسيل بصفته الرجل "الأقوى" مسيحيا، وعاد لمارس تسلطا أفقده منذ أمد بعيد هالة حضوره السياسي، وهو حضور ضامر أساسا، شأنه في ذلك شأن سائر القوى السياسية الطائفية، خصوصا وأن أي فريق سياسي طائفي يعجز عن التواجد في حاضرة الطوائف الأخرى هو ضعيف وإن امتلك من القوة أعتاها، ذلك أن قوةَ أي طرف سياسي تقاس بمعيار وطني لا بمعيار طائفي، والأقوياء في طوائفهم ضعفاء في وطنهم وباسيل ليس استثناء.
مشكلة أي إنسان يصل إلى مراتب المسؤولية يتوهم أمورا يصدقها لاحقا، كأن يرى نفسه منقذا وحاميا ومتفردا على غرار أنصاف الآلهة في الميثولوجيا الكلاسيكية، ويقال إن أول نادرة في التاريخ سجلت للإسكندر المقدوني يوم أسَرَّ لقائد جيشه أنه "إله" فما كان من الأخير إلا أن فاجأته نوبة من الضحك حتى سقط عن كرسيه، ويروي التاريخ أمثلة عن أناس عاشوا "بارنويا" أودت بهم وببلادهم إلى التهلكة.
وعلى مقاس قيادات لبنان، ثمة بوْن شاسع بين كبار القادة في التاريخ وصغار الكسبة من أمثال أولئك الذين يتوهمون هالة "نورانية" تحيط بهم، ومشكلة السياسة في لبنان أن أحدا لا يمارسها بتواضع، ذلك أن ليس ثمة محاسبة لزعيم ومسؤول في طائفة، فمع سيادة سياسة القطيع يجري تأبيد الزعامة.
لم يتعلم باسيل إلى الآن، ولم يدرك أن "صدفة كورونا" وفرت له هامشا من اللعب في الوقت الضائع، فيما لن تشفع مستقلا لا أملاك ولا طائرة خاصة ولا "شفافية" مفبركة، فليس ثمة ما هو أسهل من تصريح أي مسؤول عن أملاكه المنقولة وغير المنقولة، والكل سواسية في هذا المجال، لكن ما يثير الانتباه أن باسيل يقود لبنان إلى الفتنة الكبرى، متسلحا بما يشحن "همته" بتاريخ قوض وهدم البلد، وللحديث صلة!