علاج جديد لمرض الزهايمر باستخدام الحشيشة الـ"الماريغوانا"!

مشاركة


صحة وجمال

خاص Elissar News: قسم الترجمة واللغات

       يعتبر مرض ألزهايمر من أمراض الشيخوخة وأحد أكثر أنواع الخرف Dementia شيوعا، حيث يشكل ما بين 60 و80 بالمئة من الحالات، وليس هناك حاليا علاج شاف لهذا المرض العضال الذي يزداد احتمال الإصابة به مع تقدم العمر، ووفقا للإحصائيات هناك 5 بالمئة من الناس بين 65 و74 عاما يعانون من مرض الزهايمر، بينما تصل نسبة المصابين بـ "الزهايمر" بين الأشخاص في سن 85 عاما وما فوق إلى نحو 50 بالمئة.

       وحاليا لا شفاء من هذا المرض، وتتمحور العلاجات حول تحسين جودة حياة المرضى فضلا عن العناية وتوعية الأشخاص الذين يتولّون رعايتهم.

اكتشاف مثير

إلا أنه تم اكتشاف مركب نشط في الماريغوانا (القنب) اسمه THC  وهو إختصار لاسمه العلمي Tetrahydrocannabinol وهو واحد من 113 مركبا مكتشفا في نبتة القنب، ويساعد على إزالة بروتين سام يسمى أميلويد بيتا، وهو البروتين الذي يعتقد أنه يتسبب بالإصابة بهذا المرض.

وتدعم هذه النتيجة نتائج دراسات سابقة وجدت دليلاً على الآثار الوقائية للقنب، بما في ذلك THC، على مرضى الأمراض العصبية التنكسيةneurodegenerative diseases.

تأثيرات عدة

وقام البروفسور ديفيد شوبيرت David Schubert وزملاؤه من معهد سالك للدراسات البيولوجية Salk Institute for Biological Studies في كاليفورنيا، باختبار تأثيرات THC على الخلايا العصبية البشرية التي نمت في المختبر والتي تحاكي آثار مرض الزهايمر، وقال: "على الرغم من أن دراسات أخرى قدمت دليلاً على أن القنب يمكن أن يكون مفيدا ضد أعراض مرض الزهايمر ، إلا أننا نعتقد أن دراستنا هي الأولى التي تثبت أن القنب يؤثر على كل من الالتهاب وتراكم بيتا الأميلويد في الخلايا العصبية".

وإذا لم تكن على دراية بهذا المركب الصغير الخاص، فإنه بالإضافة إلى تأثيره بإحداث نوع من النشوة euphoria فإن خواصه الطبيعية تجعله يخفف الألم في العديد من الأمراض المزمنة، كما أنه يوصف بأنه علاج فعال "لأعراض" كل شيء من فيروس نقص المناعة البشرية والعلاج الكيميائي إلى الألم المزمن، واضطراب ما بعد الصدمة ، والسكتة الدماغية.

وفي الواقع ، يبدو أن THC عامل طبي مذهل، ويعمل الباحثون على إنتاج خميرة معدلة وراثيا يمكن أن تنتجه بطريقة أكثر كفاءة وبصورة اصطناعية.

ويعمل هذا المركب بالمرور من الرئتين إلى مجرى الدم، حيث يلتصق بنوعين من المستقبلات، مستقبلات الكانابينويد (CB) 1 و 2 ، والتي توجد على أسطح الخلايا في جميع أنحاء الجسم.

وعلى مر السنين ، اقترحت الأبحاث أنه من خلال الارتباط بهذه المستقبلات، يمكن أن يكون للـ THC تأثير آخر على أدمغة الشيخوخة، لأنه يبدو أنه يساعد الجسم على التخلص من التراكمات السامة - أو "لويحات" - من بيتا الأميلويد.

علاج فعال لـ "ألزهايمر"

ولا أحد يعرف تماما ما الذي يسبب مرض الزهايمر ، ولكن يعتقد أنه ينجم عن تراكم نوعين من المركبات: لويحات أميلويد Amyloid Plaques والتكتلات الليفية العصبية Neurofibrillary Tangles.

وتتموضع لويحات الأميلويد بين العصبونات (الخلايا العصبية) كمجموعات كثيفة من جزيئات بيتا اميلويد - وهي نوع لزج من البروتينات وهي تتكتل بسهولة مع بعضها البعض - وتتسبب التكتلات الليفية العصبية بوجود بروتينات تاو Tau proteinمعيبة تتكتل إلى كتلة سميكة غير قابلة للذوبان في العصبونات.

وليس من الواضح لماذا تبدأ هذه التكتلات بالظهور في الدماغ، لكن الدراسات ربطت بين العملية الالتهابية في أنسجة المخ وانتشار اللويحات والتكتلات العصبية الليفية، فإذا كان بالإمكان العثور على شيء يخفف من التهاب الدماغ، وفي نفس الوقت يشجع الجسم على التخلص من هذه التكتلات، فقد يمكن إيجاد أول علاج فعال لمرض الزهايمر.

وفي العام 2006، تمكن الباحثون من "معهد سكريبس للأبحاث" The Scripps Research Institute من إثبات قدرة هذه المادة على أن THC يحول دون تشكيل لويحات الأميلويد عن طريق منع انزيم في الدماغ الذي ينتجها، والآن يثبت شوبرت وفريقه أنه يمكن أيضا القضاء على الاستجابة الخطيرة للالتهابات للخلايا العصبية، ما يضمن بقاءها حية.

وقال أنطونيو كوريس Antonio Currais وهو أحد أعضاء الفريق العلمي: "إن الالتهاب الموجود في الدماغ مكون رئيسي من مكونات الضرر المصاحب لمرض الزهايمر، ولكن كان من المفترض دائما أن هذه الاستجابة تأتي من الخلايا المناعية في الدماغ ، وليس الخلايا العصبية نفسها"، وأضاف "وقد تمكنا من تحديد الأساس الجزيئي للاستجابة الالتهابية التي تؤدي لتكوين بروتين بيتا الأميلويد، وأصبح من الواضح أن المركبات التي تشبه THC والتي تنتجها الخلايا العصبية نفسها قد تشارك في حمايتها من الموت".

إنها نتائج رائعة ومثيرة، لكنها حتى الآن لم تظهر إلا في المختبر ، لذلك ستكون الخطوة التالية هي أن يقوم شوبيرت وفريقه بمراقبة العلاقة بين THC وتقليل الالتهاب وتراكم البلاك في تجربة سريرية.

وقد تم بالفعل العثور على عقار يدعى J147 يبدو أنه له نفس التأثيرات التي تسببها THC ، لذلك قد تكون هذا هو الطريقة التي يمكن للفريق العلمي اختبار تأثيرات THC  على المرضى دون أن تعيق الحكومة مثل هذه الأبحاث.

وقد يكون من الضروري إضافة المزيد من التغييرات القانونية الحديثة حول استخدام الماريغوانا في الولايات المتحدة الأميركية ، ما قد يسهل إجراء مزيد من الأبحاث.

المصدر: Science Alert







مقالات ذات صلة