منى خليل أيقونة جنوبية... تكرم لبنان بحماية سلاحفه

مشاركة


لبنان اليوم

Elissar News

لم تعد البيئة قضية ونضالا يوميا في حاضرةِ المعاناة، ولم تعد عملا بعيدا من التفاعل مع كائنات نتشارك معها في محيطنا الحيوي، ونسعى لحمايتها وتأمين سبل استمرارها، ونتعلم منها أن الأرض تتسع لنا جميعا، واحترامها مسألة تعبر عن أخلاقيات الإنسان في كل زمان ومكان.

من يشارك في احتفاليات إطلاق السلاحف البحرية من على شاطىء "البيت البرتقالي" في بلدة المنصوري – قضاء صور، يدرك كل هذه الأمور وما تحمل من آمال يحملها الصغار أولا، وهم يحتفون بالحرية على وقع حركة سلاحف صغيرة تنجذب إلى البحر، مداها الأوسع والأجمل.

ومن يزر "البيت البرتقالي" المسيج بالفرح أشجارا توشوش الشاطىء وترنو إلى الموج يرسم على الرمال لوحات مشغولة بزبد وماء، لا يمكن إلا وأن يدنو من تضحيات "صاحبة البيت" السيدة منى خليل، وقد غدت أيقونة حماية سلاحف البحر في لبنان، وقد وهبت ما يقرب من عقدين من عمرها وهي ترعى "زوارها" سلاحف ضخمة تضع بيوضها على شاطىء هذا "البيت"، ترعاها، تراقبها، توفر حمايتها، وتبعد البيوض عن المفترسات إلى أن تفقس ويحين موعد رحلة الصغار إلى "فضائها" البحري.

وتتوالى الاحتفالات، حتى بات شاطىء المنصوري مقصد الباحثين عن فسحة جمال بعيدا من ثقافة الاسمنت والضوضاء، من كل المناطق يتحلقون حول خليل وناشطين متطوعين، وبينهم أطفال وأولاد يهللون فرحا للموج يغمر صغار السلاحف كأم حنون.

أبعد من مشهدية اللحظة، كرست خليل ثقافة تجانب الاهمال والفوضى وما نواجه من أزمات بيئية، وقدمت لنا مثالا، أن لبنان غني بما يؤهله لتكريس سياحة الاستدامة، السياحة الخضراء التي تضج فرحا وغبطة وتشع دفئا وجمالا.







مقالات ذات صلة