الدم الأزرق لـ"سرطان حذاء الفرس" ينقذ الملايين... ويعرضه للإنقراض!
رصد وترجمة: Elissar News
يتمتع "سرطان حذاء الفرس" Horseshoe crab واسمه العلمي Limulus polyphemus بتاريخ نشوء طويل الأمد، يصل إلى 450 مليون عام، لذا يطلق عليه "الأحفوريات الحية" living fossils بسبب نجاحه في الإستمرار هذه الفترة الطويلة، وعبر عصور جليدية عدة، إلا أن هذا الأمر لم يمنعه في الآونة الأخيرة، وبعد "حصاده" بكميات هائلة من أن يصبح "نوعا هشا" أو ضعيفا Vulnerableعلى قائمة الإتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN، خصوصا لاستخدام دمه الذي يجري "استنزافه" بهدف إنقاذ الملايين من البشر!
ويتم جمع ما بين 200 و250 ألف وربما أكثر من هذا النوع من السرطان بهدف الحصول على دمه الأزرق الذي يسمى "هيموسيانين" Hemocyanin ويزود خلاياه بالأوكسجين ويحتوي على معدن النحاس بدلا من الحديد الموجود في دماء البشر والمعروف باسم "هيموغلوبين" والذي يميز دمهم باللون الأحمر، وهذا الدم الأزرق يستخدم لأهميته في مجالات طبية عدة، حيث لديه خاصية التخثر coagulate حول التلوث البكتيري ولا سيما السموم toxins التي تفرزها، وحتى لو كانت بكميات قليلة للغاية ولا تزيد عن جزء من التريليون في مجال اللقاحات والأدوات الجراحية، وعمليات التلقيح الصناعي وغيرها، وخلال فترة لا تزيد عن 45 دقيقة، وبدلا من فحص التلوث البكتيري باستخدام الحيوانات الحية والذي يتطلب يومين على الأقل، وضرورة فحص حرارتها كل 30 دقيقة لمعرفة إن حصل تلوث بكتيري.
وليس "الحصاد الطبي" الوحيد الذي يهدد هذه المخلوقات، فصيدها الجائر كطعام وكطعم للأسماك وفقدان الموائل حيث تحل أسوار البحر محل الشواطئ التي تفرخ فيها، والتلوث وغيرها.
وفي عملية "حصاد الدم" Blood Harvesting، يتم جمع 30 بالمئة من دماء هذا المخلوق، ثم تطلق إلى موائلها، ولكن من الملاحظ أن بين 10 و30 بالمئة منها تنفق خلال هذه العملية، كما أن الإناث منها تتزاوج وتنتج الصغار بصورة أقل، ما أدى إلى تناقص كبير في أعدادها.
والمادة الفعالة في دم "سرطان حدوة الفرس هو أنزيم LAL أو Limulus amebocyte lysate، ويقدر سعر الليتر منها تقريبا 15 ألف دولار، وهناك عامل فعال في هذا الإنزيم يطلق عليه "العامل سي" factor C، وقد تمكن علماء من سنغافورة من تصنيع هذا العامل الهام، إلا أنه لم يلق الكثير من الإهتمام في البداية بسبب المنافسة من الشركات التي تستخلص المادة من السرطان البحري، إلا أن بعض الشركات مؤخرا أبدت اهتماما بهذا المركب المصنع، على الرغم من أن سعره يقارب سعر الطبيعي.
يبقى أن نلحظ أن هذا النوع من السرطانات الذي يتواجد على السواحل الشرقية لقارتي آسيا وشمال أميركا، ويتكاثر في أميركا الشمالية في منطقة Cape May ،ويتزامن هذا الأمر في الربيع مع هجرة طائر red knot المعرض للإنقراض، ليتغذى عليه، لذا بدأت حملات من ناشطين بيئيين لمنع صيده ما يمكن أن يساهم بزيادة أعداده.
المصادر: theatlantic.com، inhabitat، iflscience، ووكالات عالمية.