"إليسار نيوز" Elissar News – فاديا جمعة

مع غياب الثقافة البيئية، وانعدام الحس المسؤول لدى الكثير من المواطنين، ترزح معظم الشواطئ العامة في لبنان تحت وطأة النفايات التي يخلفها وراءهم رواد هذه الشواطئ، حتى باتت النفايات تغلب على المشهد العام منذ سنوات عدة.

فكلنا يعلم أن المفاهيم والأفكار تتبدل حيال البيئة وفقا للمتغيرات والحاجات الملحة في وقت لم تعد مجرد قضية عابرة، بل باتت تمثل قضية طارئة تفترض أن يكون ثمة مسؤولون يتناوبون السهر عليها، ومراقبة حالتها تمهيدا لمعالجتها وشفائها.

في المقابل، شهدنا مؤخرا صورا عرضت عبر وسائل التواصل الإجتماعي لشاطئ صور وقد إمتلأ بمخلفات رواده، وكان ثمة تراشق للإتهامات طاول المواطنين والبلدية، مع دعوة لحملات تنظيف اعتبرها البعض دون جدوى، على إعتبار ان التوعية والتثقيف والمحاسبة هي الأهم والأنجع، وأنه كان من المفترض أن تكون الحملات منوطة بمؤسسات الدولة، إن لجهة رفع النفايات، وإن لجهة تسطير محاضر ضبط بحق المخالفين، فضلا عن أن ثمة دورا للبلديات في هذا المجال، من خلال تفعيل دور عناصر الشرطة البلدية والتكامل مع الأجهزة الأمنية.

في هذا السياق، وللإلتفاف حول المشكلة ومعالجتها دعت مجموعة من شباب صور المجتمع المدني والمواطنين الى حملة تنظيف "شاطئ الجمل" خلف المقبرة المسيحية تحديدا معتبرة أن العمل هو المثال والنموذج في سبيل رفع مستوى الوعي لدى المواطنين،وحرصا على نظافة شاطئهم وخصوصا بعد ان اصبح قبلة لكل اللبنانيين من مختلف المناطق.

بدأ العمل في تمام العاشرة صباحا بحضور ناشطين ومتطوعين في العمل البيئي من مدينة صور وضواحيها، وأنجزوا مهمتهم حوالي الساعة الثانية عشر ونصف ظهرا بعد تجميع النفايات مفرزة في اكياس مخصصة للفرز، وقد بادرت البلدية بنقلها عبر آليات بلدية صور وقد أكد شباب صور على ان حملتهم هي الثانية بعد تنظيف "شاطئ الخراب" مقابل مدرسة القديس مار يوسف (الراهبات)، وستتبعها خطوات وحملات أخرى في المدينة سيعلن عنها لاحقا وسيصار الى دعوةكل من يرغب بالمشاركة.