إنجاز هام للطاقة المتجددة في بريطانيا!
رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو
إنجاز "أخضر" هام يسجل للطاقة المتجددة في المملكة المتحدة، فقد تجاوزت القدرة الناتجة من الطاقة المتجددة طاقة الوقود الأحفوري للمرة الأولى خلال الربع الثالث من العام، ويؤكد الخبراء إن هذا الأمر لم يكن واردا قبل بضع سنوات.
تقرير علمي
ووفقا لتقرير "إمبريال كوليدج لندن" Imperial College London التي جمعت البيانات فقد تضاعفت كمية الطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف، بينما انخفض الوقود الأحفوري بمقدار الثلث في السنوات الخمس الماضية، حيث وصلت محطات الطاقة العاملة على الوقود الأحفوري إلى نهاية عمرها أو أصبحت غير اقتصادية، وفقا لتقرير علمي.
وفي الفترة بين تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر، بلغت طاقة الرياح والطاقة الشمسية والكتلة الحيوية والطاقة الكهرومائية 41.9 جيغاواط، وهو رقم تجاوز قدرة 41.2 جيغاواط الناتجة عن محطات توليد الطاقة من الفحم والغاز والنفط.
وأشار التقرير إلى"أن المعدل الذي بنيت به الطاقة المتجددة في السنوات القليلة الماضية كان أكبر من (الاندفاع نحو الغاز) في تسعينيات القرن الماضي".
وقال الدكتور إيان ستافيل Iain Staffell ، الذي أجرى البحث، "إن نظام الطاقة البريطاني يبتعد ببطء عن الوقود الأحفوري، وقد شهد هذا الربع إنجازا كبيرا في هذا المسار".
ومع ذلك ، فإن كمية الطاقة الكهربائية المتولدة من الوقود الأحفوري لا تزال أكبر خلال هذه الفترة وشكلت حوالي 40 بالمئة من توليد الكهرباء مقارنة مع 28 بالمئة بالنسبة لمصادر الطاقة المتجددة.
وأشار البحث إلى أنه في المجمل، كان 57 بالمئة من توليد الكهرباء منخفض الكربون خلال هذه الفترة ، أنتجت إما عن طريق الطاقة المتجددة أو محطات الطاقة النووية.
من حيث النسب أيضا، تعد الرياح أكبر مصدر للطاقة المتجددة بأكثر من 20 جيغاواط، يليها انتشار الطاقة الشمسية عبر ما يقرب من مليون نظام لهذا النوع من الطاقة على أسطح البيوت وفي الحقول ما ولد حوالي 13 جيغاواط، وجاءت الكتلة الحيوية في المرتبة الثالثة بـ 3.2 جيغاواط.
الفحم والغاز
وقد لعبت الكتلة الحيوية دورا هاما في المساعدة على ترجيح كفة الميزان من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة، مع تحويل معملين من العمل على الفحم إلى الكتلة الحيوية يتم انتهى العمل بها خلال الربع الثالث من هذا العام في Lynemouth في نورثمبرلاند وتحويل محطة "دراكس باور" الوحدة الرابعة في يوركشاير - مضيفة 1 جيغاواط من القدرة على المجموع.
وبالنتيجة انخفضت في العام الماضي الطاقة الكهربائية الناتجة عن الفحم بمقدار الربع ، ولم يبق في المملكة المتحدة سوى ستة مصانع تعمل بالفحم.
كما تأثرت شركات التشغيل على الفحم بفرض ضريبة الكربون في المملكة المتحدة على توليد الكهرباء، فضلاً عن المنافسة من الغاز ، على الرغم من أنها انتعشت مؤخرا من أسعار الغاز المرتفعة.
أما بالنسبة لمحطات الطاقة الغازية الجديدة فالأمور متناقضة، فقد أعلنت شركة الطاقة الألمانية RWE هذا الأسبوع، أنها قامت بتجميد خطط إنشاء محطة غاز جديدة بقدرة 2.5 جيجاواط في تيلبوري، إسيكس، بينما قالت شركة إس إس إي المدرجة في المملكة المتحدة إنها بدأت العمل يوم الثلاثاء في محطة جديدة لتوليد الطاقة بطاقة 840 ميغاواط في لينكولنشاير.
وكشف البحث الذي أجرته "إمبيريال كوليدج لندن"، والذي تم بتكليف من شركة "دراكس" التي تعمل بالغاز والفحم والكتلة الحيوية، أن تكلفة موازنة نظام الطاقة ارتفعت إلى أعلى مستوى لها في 10 أعوام عند 3.8 مليون جنيه استرليني في الفترة بين يوليو/تموز وأيلول/سبتمبر.
ستافيل... النظام المرن
وأوضح ستافيل: "تضاعفت تكلفة موازنة نظام الكهرباء في السنوات الأربع الأخيرة، وتعتبر عملية توليد كهرباء مرنة المحرك الرئيسي للتطور في هذا المجال، فتكاليف الموازنة ترتفع عندما ينخفض ناتج المولدات المرنة مثل الغاز والفحم والكتلة الحيوية والطاقة المائية إلى أقل من 10 جيغاواط"، وأضاف:"إن وجود نظام طاقة (هش) بمرونة محدودة سيكون أكثر تكلفة من حيث التحكم. وسيساهم اعتماد نظام أكثر مرونة لجهة الإستجابة للطلب والتوليد والتخزين في تقليل تكاليف النظام إلى الحد الأدنى في المستقبل".
كوس...نظام منخفض الكربون
من جهته أشار آندي كوس Andy Koss، الرئيس التنفيذي لشركة دراكس باور Drax Power إلى أن "المزيد من مصادر الطاقة المتجددة ضرورية للحد من انبعاثات الكربون ومساعدتنا على تحقيق أهدافنا المناخية - ولكن من الواضح أيضاً، أن توليد الكربون بشكل مرن حيوي للتحكم في تكاليف الحفاظ على نظام طاقة مستقر ومنخفض الكربون"، وأضاف: "لقد أدرك تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أنه من أجل تحقيق أهداف تغير المناخ لدينا ، فإن ما يصل إلى 85 بالمئة من توليد الطاقة العالمي يجب أن يأتي من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2050، يعني أنه سيتعين توفير المتبقي من المصادر المرنة التي يمكن أن تدعم النظام والمساعدة في خفض التكاليف، مثلا من الكتلة الحيوية ، والطاقة المائية ، والقدرات التخزينية، وكذلك الغاز عالي الكفاءة".
المصادر: The Guardian, Drax Power