حمية بدون غلوتين تفقد الوزن... ولكن!!
رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو
ثمة دعوات كثيرة لحمية جديدة خالية من الغلوتين تساعد الناس على إنقاص الوزن، ووفقا لبحث جديد فإن هذه الحمية قد لا تكون صحية، وقد أظهرت هذه الدراسة الأولى من نوعها والتي نشرت في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز" Nature Communications أن هناك بعض المزايا لهذا الاتجاه، ولكن ربما ليس للأسباب التي يعتقدها الكثيرون.
حقائق!
واعتبر الباحثون ان أي إنقاص للوزن وخفض لآلام البطن قد يكون ناتجا عن تناول المزيد من الخضروات وغيرها من الأطعمة الغنية بالألياف، وليس كبديل من التخلص من البروتينات بالتحديد.
إلا أن المزيد والمزيد من الناس يختارون أسلوب حياة خالية أو قليلة من بروتين الغلوتين، على الرغم من أن العديد منهم ليس لديهم حساسية تجاهه، فللتوقف عن تناول الغلوتين تأثيرًا متواضعًا على الوزن، لكنه يكافح الانتفاخ وعدم الراحة في الجهاز الهضمي.
ولكن قد تكون المنافع ومعظم الفوائد بسبب استبدال القمح والجاودار والحبوب الأخرى بالخضار والأرز البني والذرة والشوفان والكينوا!
الدراسة
وقال الباحثون أن هذا المنحى قد يعزز البكتيريا "الجيدة" في القناة الهضمية التي تخفف الالتهابات والأمراض، وفي هذا المجال، قال كبير الباحثين في هذه الدراسة، البروفيسور أولوف بيدرسن Oluf Pedersen من جامعة كوبنهاغن في الدنمارك: "نعتقد الآن أن دراستنا هي دعوة لليقظة لدى قطاع صناعة الأغذية، فالغلوتين قد لا يكون بالضرورة الخيار الصحي الذي يعتقده الكثيرون".
وفي الدراسة ، تم بالتناوب اختيار 60 من الدنماركيين الأصحاء في منتصف العمر وبشكل عشوائي وتم إعطاءهم نظامين غذائيين لمدة ثمانية أسابيع - واحد منخفض في الغلوتين (2 غرام في اليوم) والآخر عال بهذا البروتين (18 جم)، وكان لديهم استراحة بين ما لا يقل عن ثمانية أسابيع استهلكوا خلالها 12 غراما من الغلوتين في المتوسط يوميا.
وبالمقارنة مع النظام عالي الغلوتين ، أدى المستوى المنخفض إلى تغييرات معتدلة في الميكروبات المعوية - أو بكتيريا الأمعاء - وقَطعَ الانتفاخ الذي بلغ عنه الأشخاص بصورة ذاتية.
لكن خلال هذا تناول المشاركون المزيد من الألياف الغذائية - التي يعتقد الباحثون أنها مسؤولة عن التأثيرات الإيجابية.
وقال بيدرسن: "أثبتنا أنه، بالمقارنة مع نظام غذائي عالي الغلوتين، فإن النظام الغذائي الغني بالغلوتين منخفض الكمية يُحدث تغييرات في بنية ووظيفة النظام البيئي المعقد للبكتيريا، ويقلل من زفير الهيدروجين ، ويؤدي إلى تحسينات في النفخة المبلغ عنها ذاتيا"، وأضاف: "وعلاوة على ذلك، لاحظنا خسارة متواضعة في الوزن، ويرجع ذلك على الأرجح إلى زيادة احتراق الجسم الناجم عن وظائف البكتيرية المعوية المعدلة".
الغلوتين
والغلوتين هو البروتين اللزج الذي يعطي الكعك مرونته والقدرة على لوكه ومضغه، ولكن بالمقابل فمبيعات المنتجات الخالية من الغلوتين ترتفع، حيث يقرر الكثيرون أنهم لا يستطيعون تحمله.
ويقول الداعمون لهذا النظام الغذائي ومنهم من ليدي غاغا وأندي موراي ، إنه يمكن أن يخفف كل شيء من التعب والانتفاخ، إلى مشاكل الجلد وفقدان الشعر.
وقد أثار هذا الأمر جدلًا عامًا حول ما إذا كان ينبغي إخبار الأنظمة الغذائية منخفضة الغلوتين للأشخاص الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية، وهي استجابة مناعية شديدة حتى للكميات الصغيرة.
وقرر بيدرسن وزملاؤه أنهم لا يستطيعون أن ينصحوا الناس باعتماد هذه الحمية أو التخلي عنها، على الرغم من أن بعض الأفراد الأصحاء قد يفضلون مكافحة الانزعاج المعوي أو زيادة وزن الجسم باتباعها.
وقال: "هناك حاجة بالتأكيد لمزيد من الدراسات طويلة الأجل قبل أن يتم إعطاء أي نصيحة تطاول الصحة العامة لعامة السكان، خصوصا لأننا نجد الألياف الغذائية - وليس غياب الغلوتين وحده – قد تكون السبب الرئيسي للتغيرات في عدم الراحة في الأمعاء ووزن الجسم"، وأشار إلى أن " معظم المواد الغذائية الخالية من الغلوتين المتاحة في السوق اليوم محرومة بشكل كبير من الألياف الغذائية والمكونات الغذائية الطبيعية، لذلك ، هناك حاجة واضحة إلى توافر مواد غذائية خالية من الغلوتين عالية الجودة ومغذية وبالملونات الطبيعية، والتي تكون طازجة أو قليلة المعالجة للمستهلكين الذين يفضلون نظام غذائي منخفض الغلوتين".
وقال: "قد تكون هذه المبادرات هي المفتاح للتخفيف من الشعور بعدم الراحة في المعدة والأمعاء بالإضافة إلى المساعدة في تسهيل التحكم في الوزن بين عامة السكان وذلك بتعديل وتوازن الميكروبات المعوية".
ملاحظات هامة
وفي الدراسة، كانت الحميتين والوجبات الغذائية فيها متوازنة في عدد السعرات الحرارية والمغذيات بما في ذلك نفس كمية الألياف الغذائية، لكن تكوين هذا الأخير اختلف بشكل ملحوظ.
واستنادا إلى ملاحظاتهم على أنماط التخمير الغذائي المتغيرة للبكتيريا الأمعاء، قال الباحثون أن التأثيرات قد لا تكون في المقام الأول بسبب انخفاض تناول الغلوتين.
وقد اقترح سابقا نظام غذائي منخفض الغلوتين للحد من أعراض الجهاز الهضمي في المرضى الذين يعانون من أمراض الأمعاء الالتهابية ومتلازمة القولون العصبي التي تحدث في ما يصل إلى 20 بالمئة لدى السكان في الغرب.
وفي العام الماضي توصلت دراسة أميركية أجريت على أكثر من 110،000 شخص إلى أن النظام الغذائي منخفض الغلوتين يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية بنسبة 15 بالمئة.
بتصرف عن "الديلي ميل".