للمرة الأولى...ولادة طفلة من رحم مزروع من إمرأة متوفاة!
سوزان أبو سعيد ضو
للمرة الأولى، تمكنت امرأة مولودة دون رحم من إنجاب طفلة بعد زراعة رحم من امرأة متوفاة في البرازيل.
وتمثل ولادة الطفلة التي تزن 2250 غراما (6 رطل)علامة فارقة أخرى في علاج الخصوبة، بعد أن بدأ الأطباء في الشك فيما إذا كان استخدام متبرع ميت سيكون ممكنا في أعقاب 10 محاولات غير ناجحة.
تمهيد
في حين كانت هناك 11 حالة ولادة باستخدام متبرع حي للرحم، مع أول متبرع في عام 2013 في السويد، فإن هذا عادة ما يكون خيارا فقط حيث يكون لدى المتلقي صديق مقرب أو أحد أفراد العائلة يرغب في التبرع.
ويعتمد استخدام أعضاء المتبرع المتوفي على إبقاء العضو قابلاً للحياة بعد وفاة المتبرع، كما قام الفريق العامل مع الأم البرازيلية البالغة من العمر 32 عامًا بزراعة الرحم بعد أن كان بدون إمدادات أكسجين لمدة ثماني ساعات.
وهذا النجاح يمكن أن يرفع إلى حد كبير عدد النساء اللواتي يعانين من عقم الرحم اللاتي لم يكن لديهن في السابق سوى خيار التبني أو الأمهات البديلات ليصبحن أمهات.
الدراسة
وقال الدكتور داني إجينزنبرغ Dani Ejzenberg، من مستشفى داس كلينيكاس Hospital das Clínicas في جامعة ساو باولو Universidade de Sao Paulo، الذي قاد البحث ، إن "دراستهم التي نشرت في مجلة لانسيت، توفر (إثباتا بالدليل القاطع) proof of concept ما يمكن أن تستفيد منه الكثير من النساء، "وأضاف: "كانت عمليات نقل الرحم الأولى من متبرعين أحياء علامة فارقة طبية، مما يخلق إمكانية الولادة للعديد من النساء ذوات العقم اللواتي يحصلن على متبرعين مناسبين والمرافق الطبية اللازمة"، وأشار إلى أنه: "ومع ذلك، فإن الحاجة إلى متبرع حي هو عائق رئيسي لأن المانحين نادرون، وعادة ما يكونون أشخاصا مستعدين أو أفراد أسر مؤهلين أو أصدقاء مقربين".
واستطرد موضحا: "إن أعداد الأشخاص المستعدين للتبرع بالأعضاء بعد الموت، أكبر بكثير من أعداد المتبرعين الأحياء، مما يوفر عددًا أكبر من المصادر المانحة المحتملة، فالقدرة على استخدام أعضاء المتبرعين المتوفين من شأنه أن يقلل من التكاليف، ويزيل مخاطر إجراء عملية زراعة حية، لا سيما في البلدان المتقدمة بالفعل في مجال أنظمة التبرع بالأعضاء".
معلومات عامة
يؤثر العقم على ما يصل إلى 15 بالمئة من الأزواج في سن الإنجاب، وحوالي امرأة واحدة من كل 500 امرأة تعاني من العقم الرحمي، وهو ما يمكن أن يكون بسبب عيوب خلقية أو إصابة أو حالات مثل العدوى أو السرطان.
في هذه الحالة ولدت الأم، التي لم يتم تحديدها، مع "متلازمة ماير-روكيتانسكي-كوستر-هاوزر"، وتكون فيها أجزاء من الجهاز التناسلي غير مكتملة، مثل الرحم، فلا تتطور على الرغم من هؤلاء النساء يعمل المبيض لديهن بشكل طبيعي ويمررن بمرحلة البلوغ.
وقد أجريت الجراحة في أيلول/سبتمبر 2016 بعد وفاة المتبرعة بنزيف دماغي في سن 45، واستغرقت العملية 10 ساعات ونصف الساعة، لتوصيل رحم المتبرع بالأوعية الدموية والعضلات وقناة الولادة الخاصة لدى السيدة المستقبلة للرحم.
وبعد عملية الزرع بدأت السيدة تمر بدورات شهرية منتظمة، وبعد سبعة أشهر كانت بطانة الرحم سميكة بما يكفي لزرع البويضات الملقحة التي تم تجميدها بعد إجراء التلقيح الاصطناعي قبل الجراحة.
وقد وصف الحمل بأنه "غير معقد" كما أعطيت المضادات الحيوية اللازمة لعلاج عدوى في الكلى، ما قد يشكل خطراً أكبر بسبب نظام المناعة الذي ثبط بالعقاقير اللازمة لمنع رفض الزرع.
وولدت الطفلة بعد 35 أسبوعا وثلاثة أيام بعملية قيصرية وأزيل الرحم، مع عدم وجود أي مشاكل فيه، ما سمح للأم أن تتوقف عن تناول الأدوية المثبطة للمناعة.
ووكالات ،eurekalert.org ،المصدر: الإندبندنت ،