واخيرا "جين" يمكّنك من أكل ما تريد... ويبشر بنهاية السمنة!
رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو
قد يبدو الأمر جيدًا للغاية لدرجة يصعب تصديقها، لكن المقاربة الجديدة قد تسمح لك بتناول الطعام بقدر ما تريد، دون اكتساب الوزن، يمكن أن تكون حقيقة في المستقبل القريب.
جين البدانة؟
فعندما تمت إزالة جينة واحدة تعرف باسم RCAN1 في الفئران، وتم تغذيتها بنظام غذائي عالي الدهون، لم يزدد وزنها، حتى بعد التهامها على الأطعمة الغنية بالدهون لفترات طويلة.
ويأمل الفريق الدولي وراء الدراسة في اتباع نهج مماثل يثبط هذا الجين بصورة فعالة لدى البشر أيضا بهدف مكافحة السمنة والأمراض الخطيرة مثل مرض السكري.
واستخدمت الدراسة بقيادة البروفيسور داميان كيتينغ Damien Keating من جامعة فلندرز Flinders University في أستراليا، دراسة جينات وراثية كثيرة لدى القوارض لتحديد جينات مرشحة جديدة قد تسبب السمنة، ما قد يمهد الطريق لعلاجات دوائية جديدة.
البروفسور كيتنغ
وقال كيتنغ: "نحن نعرف الكثير من الناس يكافحون من أجل إنقاص الوزن أو حتى للسيطرة على وزنهم لعدد من الأسباب المختلفة، النتائج في هذه الدراسة يمكن أن تعني تطوير حبة من شأنها أن تستهدف وظيفة RCAN1وقد يؤدي هذا الأمر إلى فقدان الوزن".
وتعتبر السمنة أحد الأمراض الصحية العالمية الرئيسية، ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل داء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، ولكن لا توجد حتى الآن علاجات فعالة.
الدهون
هناك نوعان من الدهون في الجسم البشري - الدهون البنية تحرق الطاقة ، بينما الدهون البيضاء تخزن الطاقة.
وقال البروفيسور كيتنغ "إن تثبيط عمل جين الـ RCAN1 يساعد على تحويل الدهون البيضاء غير الصحية إلى دهون بنية سليمة، ما يقدم طريقة علاج محتملة في مكافحة السمنة"،
"لقد طورنا بالفعل سلسلة من العقاقير التي تستهدف البروتين الذي يصنعه هذا الجين ، ونحن الآن بصدد اختبارها لمعرفة ما إذا كانت تمنع RCAN1 وما إذا كانت تمثل أدوية محتملة جديدة لمكافحة السمنة"، وأضاف: "في ضوء النتائج التي توصلنا إليها، فإن الأدوية التي نطورها لاستهداف RCAN1 ستحرق المزيد من السعرات الحرارية بينما يستطيع الناس أن يشعروا بالإرتياح والأمان، فهذا يعني أن الجسم سيخزن كمية أقل من الدهون دون حاجة الشخص لتقليل استهلاك الغذاء أو ممارسة المزيد من النشاط الرياضي".
وفي أستراليا فإن ثلثي البالغين وربع الأطفال إما يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، والإحصائيات تؤكد تماثلها مع النسب في بريطانيا والولايات المتحدة، وتسترعي الإنتباه.
ولفت كيتنغ إلى أن "الفريق العلمي بحث في مجموعة متنوعة من الوجبات الغذائية المختلفة مع فترات زمنية مختلفة من ثمانية أسابيع إلى ستة أشهر، وفي كل حالة رأينا تحسينات صحية في غياب جينRCAN1".
ويقول الباحثون إن هذه النتائج تفتح علاجا بسيطا محتملا ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كان يمكن ترجمة النتائج وتطبيقها لدى البشر.
ولفت كيتنغ إلى أن "البحث يركز على فهم كيف ترسل الخلايا إشارات لبعضها البعض وكيف يؤثر ذلك على الصحة وانتشار الأمراض".
وختم كيتنغ: "إننا نرغب حقاً في متابعة هذا الأمر، إنه أمر مثير ولدينا تمويل بحثي من الحكومة الأسترالية من خلال (المجلس القومي للصحة والبحوث الطبية) the National Health and Medical Research Council لمواصلة استكشاف خيارات قابلة للتطبيق، وتوضح هذه النتائج أنه يمكننا إحداث فرق حقيقي في مكافحة السمنة".