الميكروبلاستيك في أجساد سلاحف بحرية من كافة أنحاء العالم!

مشاركة


البيئة تلوث

رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

من المؤكد أنه لا نعرف الكثيرعن أماكن وجود كافة النفايات البلاستيكية التي تتسرب إلى المحيط كل عام، لكن العلماء يواصلون اكتشاف القطع والبقايا في أماكن ذات أهمية وخطورة. وهو ما كشفته دراسة في هذا المجال، عن أدلة على وجود نفايات بلاستيكية في أجهزة السلاحف البحرية الهضمية، والتي تتوزع في المحيطات والبحار في كافة أنحاء الكرة الأرضية، ما يلقي الضوء على الآثار البعيدة لمدى مشكلة التلوث البلاستيكي التي يعاني منها العالم.

إن مشكلة الملايين من الأطنان المترية من النفايات البلاستيكية التي تشق طريقها إلى البحر كل عام، فبالإضافة إلى تلك التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، هناك مشكلة حقيقية أكبر من ذلك بكثير، حيث أن الكثير منها يتم تفككها بواسطة تيارات المحيطات إلى شظايا صغيرة تدعى Microplastics، وعلى الرغم من وجود خرائط متقدمة تقتفي توزيع هذه الجزيئات فضلا عن أدوات تتبع أخرى قيد التطوير، إلا أننا لا نملك حاليا أي طريقة لمعرفة أين تنتهي معظم هذه الجزيئات، أو عن حجم هذا التلوث الجزيئي.

ولكن للأسف، فهناك العديد من الأماكن التي نعرف أن اللدائن الدقيقة موجودة فيها، والقائمة لا تزال تكبر وتنمو، فقد وجد العلماء هذا العام مجموعة متنوعة من اللدائن الدقيقة في البراز البشري في كافة أنحاء العالم وتتواجد في جليد البحر القطبي الشمالي بوفرة هائلة، كما اكتشفوها في 93 بالمئة من المياه المعبأة في زجاجات.

والقلق الأكبر هو أننا لا نعرف مدى التأثير الذي يمكن أن يحدثه ابتلاع المواد البلاستيكية على الكائنات الحية، لأن فهمنا للتفاعلات بين موادها الكيميائية وخلايا وأعضاء هذه الكائنات محدود للغاية، ولهذه الغاية ، أطلقت منظمة الصحة العالمية تحقيقا صحيا في وقت سابق من هذا العام لمحاولة سد هذه الثغرات المعرفية.

وهذا كله يقودنا إلى السلاحف، فقد أجرى باحثون من جامعة إكستر University of Exeter ومختبر بليموث البحري  Plymouth Marine Laboratory تشريحا على 102 سلحفاة نافقة من المحيط الهادئ والبحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، والتي تشمل أنواعها السبعة، ووجد الباحثون اللدائن الدقيقة في كل واحدة منها، وأكثرها شيوعا هي تلك المستخدمة في ألياف الملابس وفلاتر السجائر وشباك الصيد.

وقالت مؤلفة البحث الرئيسية الدكتورة اميلي دنكان Emily Duncan من جامعة إكستر:"حجم هذه الجزيئات الصغير، يعني أنها تستطيع المرور عبر القناة الهضمية دون أن تسبب انسدادا، كما يحدث عادة مع شظايا بلاستيكية أكبر"، وأضافت: "ومع ذلك، ينبغي أن يركز العمل المستقبلي على ما إذا كانت الجزيئات الدقيقة تؤثر على الكائنات المائية بشكل أكثر عمقا وبصورة لا يمكن ملاحظتها. فعلى سبيل المثال ، قد تحمل الملوثات أو البكتيريا أو الفيروسات ، أو قد تؤثر على السلحفاة على مستوى خلوي أو جزيئي، وهذا يتطلب مزيدا من الأبحاث".

 

وقد نُشر هذا البحث في مجلة Global Change Biology.

المصدر: New Atlas







مقالات ذات صلة