"سوزان أبو سعيد ضو"

هددت مجموعة قراصنة لمواقع على الإنترنت اسمها "دارك أوفرلورد"  Dark Overlord بتسريب آلاف الوثائق "السرية" المسروقة من شركات تأمين ووكالات حكومية عدة.

وتزعم هذه المجموعة بأنها ستكشف الحقيقة عن أحداث صباح يوم الثلاثاء 11 أيلول/سبتمبر 2001، وهو الهجوم الإرهابي الأكثر دموية في تاريخ البشرية، وبالنسبة لرجال الإطفاء وضباط إنفاذ القانون في تاريخ الولايات المتحدة، مع مقتل 343 و 72 منهم على التوالي.

ووفقا لما أفادت به الأنباء، فإن هذه الحادثة كانت عبارة عن أربع ضربات إرهابية منسقة من قبل الجماعة الإرهابية الإسلامية القاعدة ضد الولايات المتحدة، تسببت بقتل 2،996 شخصا، وأصابت أكثر من 6000 آخرين، كما تسببت في تدمير البنية التحتية والممتلكات بقيمة 10 مليار دولار على الأقل، ومنها "مجمع التجارة العالمي"  World Trade Center أو البرجين التوأمين، وجزء من البنتاغون، وقد توفي أشخاص آخرون بسبب السرطان وأمراض الجهاز التنفسي المرتبطة 9/11 في الأشهر والسنوات التالية للهجمات.

Dark Overlord

وقد نشرت مجموعةDark Overlord ، (وهي "مجموعة معارضة محترفة" ومعروفة بخلفياتها في قرصنة محتويات سرية من موقع Netflix (الخاصة بالأفلام والمسلسلات المدفوعة) مثلا، وعيادات جراحة تجميلية، وأهداف حساسة الأخرى)، رابطا إلى أرشيف مشفر بسعة 10 غيغابايت من المستندات المتعلقة بقضية 9/11، ووعدت بإطلاق مفاتيح التشفير، إذا لم يتم تلبية مطالبها في نص تم نشره على موقع Pastebin (وهو موقع لتحفيظ المعلومات على الإنترنت) يوم الاثنين الأول من كانون الثاني/يناير 2019.

وتدعي المجموعة، أن الوثائق تحكي ما حدث بالفعل في واحدة من أكثر الحوادث سيئة السمعة في التاريخ الحديث، حيث كتبت في تغريدة "سنقدم العديد من الإجابات حول مؤامرة 9.11، من خلال تسريب وثائقنا السرية البالغ عددها 18 ألف وثيقة".

وقد نشرت المجموعة بالفعل (اقتباسا وإعلانا تشويقيا) Teaser  مكونا من رسائل بريد الإلكتروني، ومراسلات، والعديد من الوثائق التي تشمل شركات محاماة، وإدارة أمن النقلthe Transport Security Administration، وإدارة الطيران الفيدراليةthe Federal Aviation Administration، مع وعد بكشف المزيد من المعلومات إن لم تتحقق مطالبها.

وثائق وابتزاز

وتزعم المجموعة أنها اخترقت وثائقا ليس من شركات التأمين العالمية الكبرى فحسب، مثل Lloyds of London و Hiscox ، بل Silverstein Properties، التي تملك مجمع مركز التجارة العالمي، ومختلف الوكالات الحكومية أيضا. وهذه البيانات، التي تتضمن وثائق حكومية سرية، كان من المفترض أن يتم تدميرها، ولكن تم احتجازها بدلاً من ذلك من قبل شركات قانونية، وأكدت المجموعة أنها تكشف"الحقيقة عن واحدة من أكثر الحوادث التي يمكن التعرف عليها في التاريخ الحديث، والتي يكتنفها الغموض مع القليل من الشفافية والتي تفتقر للعديد من الإجابات".

ووفقا للنص المنشور، يمكن لأي شخص خائف وقلق من إظهار اسمه في الوثائق، أن يتم التواصل مع المجموعة لمحو الإسم مقابل أجر، كما يمكن لـ"المنظمات الإرهابية" و"الولايات المتنافسة في الولايات المتحدة الأميركية" التواصل ليتم تزويدها بمعلومات إن دفعت، كما يمكن لشركات التأمين دفع فدية غير محددة، بعملة بيتكوين، وهددت المجموعة إن لم يتم التواصل بأنها ستقوم " بدفنها بهذه المعلومات".

وتم الحصول على بعض هذه الوثائق في تسريب في نيسان/أبريل من العام المنصرم لشركة محاماة مرتبطة بـ Hiscox، واعترفت الشركة بأنها قد تكون قد عرضت 1500 من وثائقها التجارية الأميركية للتسرب، وأشارت "دارك أوفرلورد"  أنه تم دفع فدية حينها مقابل هذا الإختراق السابق، إلا أن الضحية قد انتهكت "الاتفاق" من خلال التعاون مع مسؤولين في تطبيق القانون، مما استلزم القيام بالمزيد من الابتزاز.

تسريبات

وقد ظهرت هذه المجموعة للمرة الأولى في عام 2016 بعد اختراق مراكز طبية، وبيانات إعلانية حساسة للبيع على "الشبكة المظلمة" the dark web للإنترنت التي تناولناها في مقال سابق مع خبير أمن الإنترنت Internet Security Expert ورئيس شركة خاصة بأمن الإنترنت، غسان بلطه جي، من أجل إجبار الضحايا على دفع ثمن إزالتها، وقد سربت بشكل سيء موسم كامل من The Orange Is the New Black وهي سلسلة جديدة  لم يتم طرحها على Netflix  في العام الماضي، ليثبتوا لتلك الشركة أنهم يعنون ما يفعلون، كما تما سرقة بيانات من أكثر من 50 شركة، وفقا لموقع Vice.

بلطه جي: خطر تسرب المعلومات

وحذر بلطه جي، وعلى صفحته الخاصة على موقع "تويتر"، من فتح الروابط الخاصة على إعلان )دارك أوفرلورد(  والخبر الذي أرسلته RT حول الموضوع، كون الروابط تحتوي فيروسا، يمكنه الولوج إلى الحسابات الشخصية والخصوصية للأفراد والشركات، وعلى الكمبيوتر المحمول، والهاتف المحمول أيضا"، وأشار إلى أن "RT، قد وقعت ضحية لهذه المجموعة أيضا، وهناك عدة ملفات يوجد فيها الفيروس، وحالما يتم تنزيل الملف، يخترق الفيروس هذه الأجهزة".

وقال بلطه جي لـ "إليسار نيوز": "الأمر هو مع كل تسريب لملف من هذه المجموعة مثلا على موقع  anonfiles.com فإن هناك فيروس من خلال برمجيات خبيثة، تقوم المجموعة بدمجه مع الملفات أو المستندات أو الصور، التي من شأنها أن تصيب نظام أي شخص سوف ينزل هذه الملفات على تنوعها على الهاتف أو جهاز الكمبيوتر، لذلك فمن الممكن أن لديهم أنواعا من الوثائق، وأنا لا أقول إذا كانت حقيقية أم لا، ولكن جميعها مصابة بهذا الفيروس الخبيث، أو فيروسات أخرى متنوعة"، وأشار إلى أن "هذا النوع من فيروسات البرامج الضارة يسمى حصان طروادة Trojan Malwareيتيح لهم الوصول إلى نظام الضحية".

وتابع بلطه جي: "هذا الفيروس متطور بشكل يمكنه تخطي معظم أساليب الحماية للأجهزة Anti-Virus، وقد يكون في الملفات عدد من برامج الفيروس الخبيثة (حصان طروادة) مثلا الصورة المرفقة فيها 3 أنواع، ولكل فيروس شيفرة خاصة encryption وحماية خاصة منه، لذا فالملفات طريقة جديدة لاصطياد الضحايا الجدد، لذا قد يصاب النظام بالفيروس ودون أن تشعر الضحية بذلك، فعلى الشخص أن يكون محصنا ببرنامج قوي ضد الفيروسات، وألا يقوم بعملية تنزيل الملفات الا بالتأكد من المصدر، وبالنسبة لموقع (RT) أو أي موقع إعلامي آخر يكتب عنهم، فهم يروجون لحساب المتطفلين مع الروابط المصابة بفيروسات البرامج الضارة، وربما دون علم الموقع الإعلامي بذلك، لذا يجب الحذر".

ومع الإنتهاء من كتابة هذا المقال، كان موقع "تويتر" قد أوقف حساب Dark Overlord.