هل نقول وداعا لجراحة "المياه البيضاء" Cataract؟

مشاركة


صحة وجمال

رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

نأخذ عملية الرؤية والنظر والقدرة على القراءة والكتابة والقيادة وإكمال العديد من المهام الأخرى كأمور مسلم بها، إلا أن هذه الأمور ليست سهلة للجميع، في الواقع، بالنسبة للكثير من الناس ، فإن مجرد القدرة على الرؤية هو صراع.

إحصائيات

يعاني أكثر من 285 مليون شخص في كافة أنحاء العالم يعانون من مشاكل في النظر، وفقا لمؤسسة فريد هولوز the Fred Hollows Foundation، كما أن ما يقدر بـ 32.4 مليون شخص حول العالم مصابون بالعمى، ويعيش 90 بالمئة من هؤلاء في الدول النامية، وأكثر من نصف حالات العمى هذه ناتجة عن إعتام عدسة العين أو المياه البيضاء Cataracts، وفي الواقع ، فإن إعتام عدسة العين هو السبب الرئيسي للعمى في العالم.

الجراحة

لحسن الحظ، هناك علاجات، ومع ذلك ، فإن الخيار الوحيد في النهاية هو الجراحة، وهو مكلف للغاية، خصوصا بالنسبة للأفراد في الدول النامية، الذين غالباً ما يفتقرون إلى الرعاية الطبية الأساسية، فإن العلاج ليس خيارًا. لكن بالطبع، هذه ليست مشكلة تواجهها الدول النامية فقط.

فوفقًا للأكاديمية الأميركية لطب العيون American Academy of Ophthalmology، فإن ما يقرب من 22 مليون أميركي فوق سن الأربعين يعانون من إعتام عدسة العين، وفي الوقت الذي يصلون فيه إلى عمر 80 سنة، فإن أكثر من نصف الأميركيين سيعانون من إعتام عدسة العين، وسيضطر العديد منهم إلى الخضوع لعملية جراحية مؤلمة ومكلفة أو يعانون من مشاكل شديدة في الرؤية.

خيارات أخرى

ومع ذلك، فهناك خيارات علاجية أخرى، يتمثل أحدها بابتكار باحثون من الولايات المتحدة الأميركية دواء يمكن توصيله مباشرة إلى العين عبر قطرة للعين، ويمكن أن يعالج إعتام عدسة العين.

على الرغم من وعود هذا العلاج الرائع، إلا أنه لم يتم اختباره بعد على البشر، لكن من المقرر أن يدخل العقار إلى التجارب السريرية، إلا أنه بسبب اللوائح الصارمة الموضوعة لضمان عدم وجود أي آثار جانبية مرتبطة بالعقاقير الجديدة، سوف يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تصل هذه القطرات إلى السوق ويمكن استخدامها كبدائل فعالة للجراحة، ولكن من المؤكد أنها خطوة رائعة للأمام.

كيفية عمل القطرة

ينتج إعتام عدسة العين من تغير بنية البروتينات البلورية التي تشكل العدسة في أعيننا، وعلى وجه التحديد، تتشكل عندما يتدهور هيكل هذه البروتينات، مما يؤدي إلى تجمع البروتينات وتكتلها معا، ما يشكل طبقة حليبيّة على عدسة العين تعيق الرؤية.

لا يعلم العلماء تمامًا الأسباب التي تؤدي إلى تكتل البروتينات (بمعنى آخر، فهم غير متأكدين تمامًا من سبب تشكل المياه البيضاء في المقام الأول)، ومع ذلك ، هناك بعض الأفكار، وهنا يأتي دور الدواء الجديد.

فقد تم ابتكار هذا العلاج على أساس الستيرويدات التي تنتج بشكل طبيعي داخل العين، والمعروفة باسم "لانوستيرول" Lanosterol، وذلك عندما اكتشف العلماء مؤخرًا حالة شقيقين كانا يعانيان من إعتام عدسة العين، بينما لم يعان والداهما من هذه المشكلة، وقد وجدوا طفرة جينية مشتركة لديهما أوقفت إنتاج لانوستيرول، والجدير بالذكر أن والديهما لم يكن لديهما هذه الطفرة.

وبحث العلماء بعد ذلك، إذا كان الوالدان ينتجان الـ "لانوستيرول" ولا يوجد لديهما إعتام عدسة العين، فعندئذ ربما يكون أطفالهمت يعانون من إعتام عدسة العين لأنهما لا ينتجان مادة "لانوستيرول"، وبالتالي، فإن إضافة مادة "لانوستيرول" للعين (أو شيء مشابه له) قد يوقف البروتينات البلورية من التكتل معا وتشكيل إعتام عدسة العين.

وقام الباحثون باختبار هذه الفرضية على الأرانب، وكانت النتائج واعدة جدًا، فبعد أسبوع واحد فقط، فقد تحول إعتام عدسة العين الشديد الذي تعاني منه 13 من حيوانات الإختبار إلى إعتام عدسة عين معتدل (أو عدم إعتام عدسة العين على الإطلاق)، كما تم اختبار هذا الدواء أيضا على الكلاب، وكانت له نفس النتائج.

وإذا قدر للتجارب على البشر أن تنجح ويمكن تسويقها قد تغير هذه القطرات حياة الملايين حول العالم، ويمكن أن يعني هذا حرفيا الفرق بين العمى والبصر، ويأمل روبن أباجيان، الذي شارك في تأليف الدراسة، أن تكون قطرات اللانوستيرول لها نفس التأثير على إعتام عدسة العين لدى البشر، وقال في البيان الصحفي: "نتطلع إلى الخطوة الطبيعية التالية، بترجمة التجربة على البشر، ولا يوجد شيء أكثر إثارة من ذلك".

المصادر: Futurism،  Nature.

 

 

 

 

 







مقالات ذات صلة