تقرير يرصد تهديد حياة السلاحف البحرية في عـدن

مشاركة


البيئة بحار ومحيطات

"إليسار نيوز" Elissar News

 
أصدرت وزارة الثروة السمكية ممثلة بالهيئة العامة لأبحاث علوم البحار والأحياء المائية، تقريراً عن نتائج النزول الميداني لرصد السلاحف البحرية في السواحل الغربية من محافظة عدن.

وقال التقرير الذي تلقى "عدن برس" نسخة منه: بناءً على تكليف من رئيس الهيئة الدكتورة هناء رشيد أحمد، وانطلاقا من مهام الهيئة العامة لأبحاث علوم البحار والأحياء المائية بعمل الدراسات العلمية للاستغلال الرشيد للموارد البحرية والمحافظة على استدامة التنوع الحيوي البحري وبناء على ما ورد للهيئة من مناشدات جمعية حماية السلاحف البحرية في عدن لوقف الاصطياد التي تتعرض له السلاحف البحرية المهددة بالانقراض، قام فريق علمي من قسم أبحاث الأحياء البحرية ومصائد الأسماك في الهيئة بتنفيذ نزول ميداني لرصد السلاحف البحرية في شواطئ منطقة عمران ورأس عمران وجزيرة العزيزي المجاورة لمنطقة عمران وحتى ساحل خور عميرة، وذلك خلال فترة النزول الممتدة من تاريخ 10/1/2019 وحتى 12/1/2019م.

وأضاف أن الفريق قام بجمع المعلومات، وعمل مقابلات مع المعنيين من جمعيات المجتمع المدني المهتمة بحماية السلاحف، ومسح لمناطق تعشيش ووضع البيض لإناث السلاحف البحرية، ويوضح من التقرير نتائج الرصد للسلاحف البحرية، من حيث أنواع السلاحف البحرية ومناطق تواجدها في شواطئ غرب م/عدن، وتعتبر سواحل خليج عدن من أهم المناطق البحرية في العالم لتواجد السلاحف البحرية ومنذ القدم تتخذ إناث السلاحف البحرية من شواطئ بعض المناطق والجزر المطلة على خليج عدن أماكن تحفر فيها لتعشش وتضع البيض، ومن خلال النزول إلى المناطق الساحلية الواقعة غرب محافظة عدن ابتداءً من ساحل منطقة عمران وجزيرة العزيزي المجاورة لمنطقة عمران وحتى منطقة خور عميرة، قام الفريق بعمل المقابلات مع الصيادين القاطنين في تلك المناطق وجمع المعلومات والتي أفادت أن هناك نوعين من السلاحف البحرية تظهر في شواطئ تلك المناطق.

وأشار التقرير إلى أن هناك السلاحف البحرية صقرية المنقار أو منقار الصقر –Hawksbill (Eretmchelys imbricate)، وتمتاز هذه السلاحف بمنقارها المعقوف الذي يميزها عن السلاحف البحرية الأخرى، إضافة إلى صدفتها الحادة التي تبدو كالمنشار، وتعيش هذه السلاحف جزء من حياتها في المحيط المفتوح إلا أنها تقضي وقتا أكثر في الاهوار الضحلة والشعاب المرجانية، وتتغذي على الاسفنجيات وقناديل البحر، بحسب إفادة الصيادين في الفترة الممتدة من ديسمبر وحتى مايو تظهر السلاحف صقرية المنقار في الحيد المرجاني لجزيرة العزيزي القريبة من منطقة رأس عمران وتعتبر هذه الفترة موسم التزاوج ووضع البيض، ولوحظ خلال هذه الفترة خروج إناث السلاحف صقرية المنقار إلى شاطئ جزيرة العزيزي حيث تقوم الإناث بالحفر في الرمل وتعمل عش تضع فيها من 90 - 100بيضة ثم تدفن العش بأقدامها الخلفية وتعود إلى البحر.

وذكر التقرير أن فريق العمل نزل إلى جزيرة العزيزي الواقعة غرب منطقة رأس عمران، وهي جزيرة يحيط بها الماء تتميز ببيئة من الشعاب المرجانية، واثناء عملية المسح لشاطئ الجزيرة لاحظ الفريق آثار لإناث السلاحف البحرية، كما لاحظ حفر عديدة وجد بداخلها بيض السلاحف مما يؤكد أن جزيرة العزيزي موطن تعشش فيها إناث السلاحف البحرية، كما لاحظ وللأسف آثار لبقايا الصدر والأمعاء لسلاحف مرمية في شاطئ الجزيرة مما يدل على أن هناك عملية اصطياد وذبح تتعرض له هذه السلاحف عند تواجدها في شاطئ الجزيرة لوضع البيض، مما يجعل هذا النوع من السلاحف معرض للانقراض.

وقال التقرير ذاته، أن هناك السلاحف البحرية الخضراء - turtles Green (Chelonia mydas)، وهي سلحفاة بحرية توجد في الخليج العربي والبحر الأحمر وهي ذات لون بني مخضر ومصفر من الناحية البطنية تعيش السلحفاة الخضراء قريباً من السواحل الرملية، حيث توجد في المياه الضحلة التي تكثر بها الحشائش والطحالب البحرية، وبحسب إفادة الصيادين في مناطق النزول تظهر السلاحف الخضراء أحيانا في سواحل خور عميرة، إلا أنها لا تتخذ من هذه الشواطئ مكان لوضع البيض، بل أن هذه السلاحف معروف أنها تتواجد بكثرة في المنطقة الشرقية من خليج عدن والبحر العربي وتتخذ من شواطئ جثمون وشرمه في حضرموت مكان لتعشش وتضع البيض.

وبخصوص اصطياد السلاحف البحرية، فان نتائج المقابلات التي أجراها فريق العمل مع رئيس جمعية حماية السلاحف البحرية، أشارت إلى أن بعض الصيادين من أبناء منطقة عمران ورأس عمران وفي منطقة خور عميرة غرب محافظة عدن في الماضي لم يكن هناك أي توجه لهم لاصطياد السلاحف مع أنهم يلاحظون تواجدها في البحر وأيضا خروجها من البحر إلى الشاطئ وخاصة في جزيرة العزيزي لوضع البيض، ولكن في السنوات العشر الأخيرة ازداد نشاط الإنسان لاستخدام لحوم السلاحف البحرية وكذلك بيضها لاعتقادهم أنها مفيدة ففتحت بعض المطاعم التي تبيع لحوم السلاحف، إضافة إلى أن هناك ترويج أن دهون السلاحف البحرية تساعد في الشفاء من بعض الأمراض، فتوجه الكثيرين لاصطياد السلاحف وبيعها والاتجار بها فأصبحت إناث السلاحف البحرية عرضة للقتل من قبل الصيادين.

وذكر التقرير أن فريق العمل وأثناء تواجده في مناطق النزول لاحظ أن هناك صيادين يستخدمون شباك اصطياد يقومون بوضعها في أماكن تتواجد فيها الشعاب المرجانية وفي أماكن يحتمل أن تكون ممر تخرج منه إناث السلاحف من البحر إلى جزيرة العزيزي لوضع البيض فتعلق بهذه الشباك وتكون عرضه للاصطياد والذبح، وهذه ما لاحظهه الفريق من آثار لبقايا الصدر والأمعاء لسلحفاة مرمية في شاطئ جزيرة العزيزي تدل على اصطياد متعمد للسلاحف البحرية قد يكون سبب في انقراض السلاحف البحرية.

وتضمن تقرير نتائج النزول الميداني لرصد السلاحف البحرية في السواحل الغربية من محافظة عدن، جملة من المقترحات شملت:

1. توفير التمويل المالي للهيئة لعمل مسح ميداني ودراسة علمية موسعة للسلاحف البحرية في السواحل الغربية من خليج عدن بمشاركة الجهات المختصة وجمعيات المجتمع المدني لحماية السلاحف البحرية.

2. عمل اللائحات الإرشادية في مناطق تواجد السلاحف البحرية للتوعية وحماية السلاحف من الانقراض وخاصة في جزيرة العزيزي في رأس عمران.

3. إنشاء محمية طبيعية للسلاحف البحرية في جزيرة العزيزي في منطقة رأس عمران غرب محافظة عدن.

كما تضمن التقرير الصادر عن وزارة الثروة السمكية ممثلة بالهيئة العامة لأبحاث علوم البحار والأحياء المائية، عدداً من التوصيات شملت:

1. تكامل أدوار كل الجهات ذات العلاقة بالحفاظ على السلاحف البحرية لأهميتها في تحقيق التوازن البيئي.

2. منع اصطياد السلاحف البحرية بجميع أنواعها باعتبارها مورد قابل للانقراض ومعاقبة وتغريم من يقتل السلاحف البحرية.

3. منع استخدام شباك التركين أو ما يطلق عليها الصيادين الشباك الإسرائيلي في مناطق الشعاب المرجانية وخاصة حول جزيرة العزيزي في منطقة عمران.

4. استحداث وتفعيل الأنظمة البيئية أو إعطاء صفة الضبط للباحثين المختصين بدراسة وحماية الموارد الطبيعية.

وفي ختام التقرير تقدم الفريق العلمي المنفذ للنزول الميداني الذي ضم رئيس قسم الأحياء البحرية ومصائد الأسماك الباحث زكي محمد علي، والباحثين رزق يوسف عبيد ووليد عبدالغفور، بالشكر لرئيس جمعية حماية السلاحف البحرية في منطقة رأس عمران محمد بن محمد سويد، للمعلومات القيمة التي قدمها عن تواجد السلاحف في المنطقة واهتمام الجمعية بحماية السلاحف البحرية، كما قال الفريق، نتمنى لهم التوفيق في عملهم، كما نشكر الأخ والزميل علي أحمد سالم أحد أبناء منطقة رأس عمران وعضو جمعية حماية السلاحف الذي رافق الفريق في مهام عملهم.






مقالات ذات صلة