التين الشوكي يعيد الأمل والازدهار لسكان سيدي فرج الجزائرية

مشاركة


تنمية وإقتصاد

"إليسار نيوز" Elissar News

يؤكد المزارع فتحي غلداسمي من سيدي فرج أن مستقبله في مسقط رأسه ولا جدوى من السفر، فهذه البلدة الساحلية الواقعة شمال الجزائر تزدهر بفضل انتشار زراعة الصبار التي أعادت الأمل والرزق للسكان. وانتشر هذا النوع من النبات المعروف أيضا بالتين الشوكي واسمه العلمي «أوبونتيا فيكوس إنديكا» وأصله من المكسيك، في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، بعد اكتشاف الأميركيتين في القرن الخامس عشر. أوراق النبتة مفلطحة كبيرة مغطاة بالأشواك، وهي جزء من المناظر الطبيعية في المناطق الريفية القاحلة بالجزائر منذ عدة قرون، لكن ثمار التين الشوكي لم تكن يوما مصدر رزق لعيش رغيد.

ففي السوق المحلية، تباع حبة الصبار بسعر بخس لا يتخطى عشرة دنانير، أي ثمانية سنتات من الدولار تقريبا، ما دفع مزارعي سيدي فرج إلى ترك جزء من المنتوج يتعفن، كما قال يوسف غلداسمي والد فتحي.

ولكن في السنوات الأخيرة، زاد الاهتمام في سائر أنحاء العالم بمستحضرات التجميل أو المنتجات الغذائية المشتقة من التين الشوكي. وقد كشفت دراسات علمية خصائص غذائية وطبية كثيرة لهذا النبات الذي يمكن الاستفادة من كل مكوناته ما عدا الشوك.

وكثيرة هي المجلات في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة التي تحدثت عن مزايا زيت الصبار المستخرج من البذور، كمضاد للشيخوخة وهو بات يلقى رواجا كبيرا في صناعة مستحضرات التجميل، حتى أن خصائصه كمضاد للأكسدة تبدو أقوى من زيت الأرغان الشهير بمنافعه.

وافتُتحت أول وحدة إنتاج في عام 2015 في سيدي فرج وفيها يتم تحويل مستخرجات التين الشوكي وتعليبها كزيوت وخلال وعصائر. وفي 2018 افتُتح مصنع جديد لزيادة إنتاج الزيوت في المنطقة وزادت إنتاجيته أكثر من ثلاث مرات في الفترة ما بين 2017 و2018، من 300 إلى أكثر من ألف ليتر. والهدف في عام 2019 هو بلوغ 7 آلاف ليتر. ويعدّ زيت بذور التين الشوكي من بين أغلى الزيوت في العالم نظرا لصعوبة إنتاجه.

ولإنتاج ليتر واحد من هذا «الإكسير» يجب استخدام طن من البذور، ويمكن أن يصل سعره الى إلفي يورو في أوروبا عند تعبئته في زجاجات صغيرة. ويبيعه المنتجون، كما في منطقة سيدي فرج، بسعر 500 يورو لليتر الواحد. ومنتوج هذه المنطقة حائز شهادة المنتجات الطبيعية الحيوية من هيئات أجنبية لأن مثل هذه الشهادة غير موجودة في الجزائر، ما سمح بتصدير الزيت إلى فرنسا وألمانيا وقطر وقريبا إلى الولايات المتحدة، كما أوضح لوكالة فرانس برس المزارع جمال شايب.

وبفضل ازدهار زراعة التين الشوكي، تمكنت عائلة فتحي غلداسمي من زيادة مدخولها عشر مرات. وانعتق البقال من ديونه وهو يقوم راهنا بتوسيع منزله. وقال فتحي البالغ 40 عاما والذي يفكر الآن جديا في مستقبله ومستقبل ابنته البالغة 10 أعوام في قرية أجداده «هذه الأراضي التي كانت بالكاد تكفينا للعيش في السابق، تعطينا الآن الأمل»، مؤكدا «لا حاجة للذهاب إلى مكان آخر». وفي بلد يعاني 30 بالمئة من شبابه من البطالة، تعدّ الهجرة الحل الوحيد بالنسبة لكثير منهم.

المصدر: أ. ف. ب

 






مقالات ذات صلة