استخدام الفأر الأفريقي في كشف الألغام!

مشاركة


منوعات

*عودة الكاطع

تعد الحيوانات البديل الأفضل من الروبوت والانسان لأنجاز مهام صعبة، من المعروف أن الحيوانات مخلوقات غير عاقلة وسخرها الله لخدمة الانسان، وتاريخيا يعتبر الملك سليمان أول من استخدم الحيوانات لخدمته، فالهدهد كان الرسول لسليمان وكان بمثابة طائرة تجسس خاصة به. 

ثم أكتشف الانسان أن الحيوانات يمكن ترويضها وتدريبها لتقوم بمهام  يعجز الانسان عن القيام بها، ويفشل الذكاء الصناعي كالروبوتات عن التكيف معها، فعلى سبيل المثال أرسل  الروس كلبة  كرائد فضاء في اول محاولة  لغزو الفضاء، وفي الطب تستخدم الفئران وحيوانات ثدية أخرى كالقردة مثلا لاجراء الاختبارات الطبية عليها، وفي الحرب العالمية الثانية استخدم الانكليز الحمام الزاجل لنقل المستجدات وللتنسيق مع الحلفاء، ورد الالمان بنشر طيور الصقر على طول الشاطئ قبالة بريطانيا لقتل الحمام المرسل لأغراض عسكرية، وفي حرب الخليج استخدم الامريكان الدولفين للصق لغم في زورق عراقي وتفجيره، كما نجح العلماء في الكلاب لما تملكه من حاسة شم قوية لكشف سرطانات عدة منها سرطان البروستات بشكل مبكر.

وفي هذا المجال، نجحت دول شهدت حروب اهلية مثل الكونغو، كينيا، موزمبيق وغيرها، في تدريب الجرذ الافريقي العملاق والذي يزن من 1 كغ الى 2 كغ  للكشف عن الالغام والتي تعد مشكلة يذهب ضحيتها الفلاحين الذين يعملون في الحقول، أو يخسرون أطرافهم، ويمكن لهذا الجرذ الصغير مسح 100 متر مربع في نصف ساعة مقابل يومين  لمسح نفس المساحة باستخدام اجهزة كشف الالغام الحديثة.

ويعد الأخطر في هذا السياق، العبث بجينات الحيوانات ومورثاتها للحصول على فصائل ذات صفات يحددها بعض الباحثين، بهدف استنساخ حيوانات تستوفي رغباتهم، او انتاج فيروسات فتاكة لاستخدامها لأهداف قد تؤدي إلى أضرار جسيمة أو تنعكس سلبا على البشرية، وعلى سبيل المثال، تجرى تجارب الان على إطلاق حشرات يتم التحكم بها بالاشارات المغناطيسية لمهاجمة العدو المفترض، مثل هذة العبثية قد تقود لإنتاج أصناف تخرج عن السيطرة وتتكاثر لتفتك بكل شيء وما الجراد حين يفتك بالمحاصيل الزراعية أمام عجز الانسان عن إيقافه، إلا صورة  تجسد المخاوف من فقدان السيطرة على كائنات حية يتم إكثارها والتلاعب في جيناتها في المختبرات، إلا أنه وبالمقابل، نجد هناك الكثير من الإبتكارات والحلول التي استلهمها الانسان من وحي الطبيعة ومن الحيوانات لما فيه خير للبشرية.

ملاحظة: يفتح موقع "إليسار نيوز" أبوابه أمام مشاركات القراء، وتعبر المعلومات والآراء الواردة في المقال عن رأي صاحبها الشخصي، وأسرة موقع "إليسار نيوز" قامت بتحرير المقال فحسب، وغير مسؤولة عن المحتوى أو المعلومات أو أي مواد أخرى أو مصدرها والواردة في المقال.

الصور خاصة بموقع NHK الياباني.

*مخترع وموظف من سوريا.







مقالات ذات صلة