عقوبات بحق مرتكبي مجازر طيور اللقلق... بدأ وقت الحساب!

مشاركة


خاص اليسار

 

سوزان أبو سعيد ضو

قد تكون المنصة الإعلامية مكانا لوضع الأخبار العاجلة، والـ "سكوبات"، والأخبار الفضائحية، أما في موقعنا "إليسار نيوز" فليس الخبر مؤقتا ويجري تجاهله مع الوقت، بل تتم متابعته من قبل القراء وفي كافة الأوقات، ومن قبلنا على كافة الأصعدة، وقد يلحظ البعض تكرارا لبعض المواضيع، وليس الهدف في هذه الحالة إلا متابعات بصورة شاملة لكل قضية نتبناها ومن الأوجه المختلفة، والإضاءة على مشاركات ومبادرات من ناشطين من أفراد وجمعيات خصوصا البيئية منها،وليس قصدنا الإضاءة على شخص معين، بل كمجموعة من الأفراد تعمل في الإتجاه نفسه، ليصبح الواقع مُعاشا وعلى كافة الصعد.

وفي هذا السياق، أثمرت جهود ناشطين من مجموعات مختلفة في القبض على مرتكبي هذه المجازر، الحالة الأولى تتعلق بثلاثة رجال لبنانيي الجنسية وهم محور هذا المقال، والحالة الثانية وهما شخصان غير لبنانيين (وقد تمت الإضاءة في موقعنا "إليسار نيوز" على الأخير في مقالين أولهما على هذا الرابط، والثاني يمكن قراءته هنا)، ما يؤكد أن الإجرام لا لون ولا توجه سياسي أو وطني أو ديني له، وبالتالي فإن فضح هذه الممارسات تؤكد إيمان العديد بأن الثروة البيئية هي حق ليس لكل مواطن لبناني فحسب، بل كل إنسان على وجه الأرض، ومن هذه الثروات الطيور المهاجرة، وقد قامت القوى الأمنية بإلقاء القبض على أحدهم وهو غير لبناني في منطقة البقاع مع صديق له، وعلمت مصادرنا أنه تم تغريمه 5 ملايين ليرة، كما تم القبض على اللبنانيين الذين قاموا بتاريخ 9 آذار/مارس بالتباهي بصيدهم طيور لقلق ولم يتم القبض عليهم إلى أن قامت إحدى الناشطات بمتابعة الموضوع بحملة محلية وعالمية، أدت إلى إلقاء القبض عليهم وعلمنا أنه تم تغريمهم أيضا، ولم يذكر المبلغ والعقوبة حتى الآن.

وقد وثقت الناشطة في مجال الرفق بالحيوان غنى نحفاوي بالتسلسل الزمني عملية متابعة هذه القضية وما واجهها من صعوبات قائلة: "لم يكن يوماً هدفي تشويه سمعة لبنان، ولم اسعَ يوماً لأكون سبباً لتعميم الحقيقة المُرة والواقع الأليم الذي رسّخ سماء لبنان (ثقباً أسود) يغتال الطيور المقيمة والمهاجرة للذة القتل والتسلية لا أكثر"، وأضافت: "في كل مرة يصلني فيديو او صور توثق قتل الطيور يعتصر قلبي ألماً وحزناً، قد أكون واحدة من ناشطين وناشطات يمتدون على مساحة الوطن يسعون لرفع الظلم ودرء الانهيار المتدرج الذي يصيب، لا بل أصاب، لبنان ببيئته وطبيعته! لبنان، بسمائه وترابه ومائه، أصبح مقبرة لكل أشكال الحياة".

 وتابعت نحفاوي "منشوري اليوم سيروي قصة قاتل للقلق المهاجر (لبناني) رُصد في 9 آذار/مارس 2019 وبلّغت عنه في نفس اليوم، واستغربت في حينها عدم التجاوب من وزير البيئة الحريص على تطبيق القانون، صبرت والتزمت الصمت حتى 10 نيسان/أبريل 2019، كررت التغريدة وتساءلت عن سبب الصمت وأيضاً لم الق جواباً! صبرت على مضض وعصرت جرحي في قلبي عاجزة عن إستيعاب سبب هذا التجاهل في وسط أخبار من هنا وهناك عبر قنوات عن أنه سيتم التغاضي عنه والتغطية ولن أدخل في تفاصيل الأسباب بل سأعتذر مُسبقاً، في حال كنت ظالمة في تصديق ما تم تهامسه وسمعته! لم اتمكن من الصبر لوقت أطول ومما زاد في اصراري توقيف جزار اللقلق (الغير لبناني) واستمرار التغاضي عن المقصود في هذا المنشور والذي سبقه في الجرم، فقررت أن اتوجه الى وزارة الخارجية البولندية (الحريصة على لقلقها المهاجر والذي يتم اعدامه في سماء لبنان)، في تغريدة باللغة البولندية، وأعلنها صراحة، فقد لجأت لطلب المساعدة من مجموعة أنونيموس العالمية التى تسعى لرفع الظلم عن الإنسان والطبيعة، لنشر الخبر وأخبار المجازر الأخرى في محافلهم في كل دول العالم! وفعلا لم يخذلوني، وتم نشر الخبر (تويتر وفايسبوك) في مجموعات متعددة أقل مجموعة فيها تضم أكثر من 50 الف ناشط في كل المجالات، بعد الضجة التي أحدثها وقع الخبر في أنحاء العالم، والتغريدة الى وزارة الخارجية البولندية، أُفاجأ بعد ساعات برد من القوى الأمنية (بإرسال الشكوى الى القطعة المعنية)، قد أكون مخطئة بكل هذه التحليلات انما السياق الزمني للأحداث تروي كل الحقيقة".

وأكدت نحفاوي لـ "إليسار نيوز": "لا أدري بالضبط لم تم التغاضي عن هذا الموضوع كل هذا الوقت، أو الأسباب الحقيقية، ولا أريد أن أحلل وأتنبأ بالمسوغات، فمهما فعلت فلن ترجع هذه الأرواح البريئة، وهي طيور ممنوع صيدها بالقانون وفي هذا الوقت، وسبب صيدها استمتاع بالقتل، وطالما بدأ المعنيين بتنفيذ القانون، فهذا ما أريده، وهدفي من كل هذا منع هذه الجرائم التي تستمر في أجوائنا وعلى التراب اللبناني، وحتى لا يقتل أي كائن آخر سواء بري أو شارد، وسأستمر بفضح هؤلاء سواء كانوا لبنانيين أو غير لبنانيين، فالإجرام يجب أن يقف عند حد".

وبدورنا، في "إليسار نيوز" نشد على يد نحفاوي، وغيرها من الناشطين، واضعين رقم الموقع على تطبيق "واتساب" وهو (81 900 871) بهدف تلقي ملاحظاتكم واقتراحاتكم فضلا عن أي صور وفيديوهات لأي تعديات بيئية توثقونها، لنتمكن من متابعتها إعلاميا ولدى المعنيين.

المصدر: صفحة الناشطة "غنى نحفاوي" على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"

 

 







مقالات ذات صلة