الروائية اللبنانية هدى بركات تفوز بجائزة "البوكر" العالمية عن روايتها "بريد الليل"!
"إليسار نيوز" Elissar News
فازت الروائية هدى بركات عن روايتها "بريد الليل ذات الـ 128صفحة بـ "الجائزة العالمية للرواية العربية 2019" أو"البوكر" في دورتها الثانية عشرة، خلال حفل رسمي أقيم يوم الثلاثاء 23 نيسان/أبريل في أبو ظبي.
ووفقا لموقع جائزة البوكر الرسمي، حصلت بركات التي ولدت عام 1952 في بيروت ودرست بداية الأدب الفرنسي في الجامعة اللبنانية في بيروت، وتخصصت في الأدب المعاصر وانتقلت إلى فرنسا منذ بداية حياتها، على الجائزة النقدية البالغة قيمتها 50 ألف دولار أميركي، بالإضافة إلى ترجمة روايتها إلى اللغة الإنجليزية، وستصدر النسخة الإنجليزية للرواية الفائزة "بريد الليل" عن دار وانورلد في المملكة المتحدة عام 2020.
ست روايات مرشحة
وجرى اختيار رواية من بين ست روايات في القائمة القصيرة لكتّاب (شمس بيضاء باردة)، السورية شهلا العجيلي (صيف مع العدو)، المصري عادل عصمت (الوصايا)، العراقية إنعام كجه جي (النبيذة)، المغربي محمد المعزوز (بأي ذنب رحلت؟).
وبررت اللجنة فوز بركات معتبرة "أن رواية (بريد الليل) رواية حول بشر هاربين من مصائرهم، وقد اصبح الصمت والعزلة والكآبة والاضطراب كونهم الجديد، وهى رواية إنسانية ذكية الحبكة توازن بين جدة التكنيك وجمال الأسلوب وراهنية الموضوع الذى تعالجه"، وقد تم تكريم هؤلاء الكتّاب المرشحين في القائمة القصيرة في الحفل.
وضمت لجنة التحكيم لعام 2019 كلا من شرف الدين ماجدولين (رئيس اللجنة)، وهو أكاديمي وناقد مغربي مختص في الجماليات والسرديات اللفظية والبصرية والدراسات المقارنة، وفوزية أبو خالد، شاعرة وكاتبة وأكاديمية وباحثة سعودية في القضايا الاجتماعية والسياسية، وزليخة أبوريشة، شاعرة وكاتبة عمود وباحثة وناشطة في قضايا المرأة وحقوق الإنسان من الأردن، ولطيف زيتوني، أكاديمي وناقد لبناني مختص بالسرديات، وتشانغ هونغ يي، وهي أكاديمية ومترجمة وباحثة صينية.
عن الرواية
وقال شرف الدين ماجدولين رئيس لجنة التحيكم ، "تعبر رواية (بريد الليل) عن تجربة في الكتابة الروائية شديدة الخصوصية بتكثيفها واقتصادها اللغوي وبنائها السردي وقدرتها على تصوير العمق الإنساني، ويتمثل تحديها الكبير بأنها استخدمت وسائل روائية شائعة وأفلحت في أن تبدع داخلها وأن تقنع القارئ بها".
وبدوره، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية: "في مجموعة مقننة من الرسائل، تتناول (بريد الليل) موضوعها الرئيس باقتصاد لغوي بالغ، يجعل كل كلمة من كلماتها لبنة محكمة تؤدي دورها في بناء فضاءات من المعاني المتقاربة-المتباعدة في آن واحد، يتابع القاريء مسارات السرد في الرواية بأحاسيس متداخلة، تحول دون التسطيح، على الرغم من تمركزها حول موضوع اللجوء والتهجير الذي طالما شغل أهل الأدب في عالمنا الهش، تسبر الرواية ثيماتها في هذا الفضاء بتمعن ومسائلة، ينمان عن صنعة روائية محكمة، إن تتويج (بريد الليل) بالجائزة العالمية للرواية العربية اعتراف بتميزها، وتقدير لهدى بركات التي نحتفي بها روائية عربية مبدعة".
تتضمن رواية "بريد الليل" حكايات أصحاب الرسائل، الذين كتبوها وضاعت مثلهم. لكنها تستدعي رسائل أخرى، وتتقاطع معها مثل مصائر هؤلاء الغرباء، من المهاجرين، أو المهجّرين، أو المنفيّيين المشردين، يتامى بلدانهم التي كسرتها الأيام، ليس في هذه الرواية من يقين، إنها، كما زمننا، منطقة الشك الكبير، والالتباس، وإمحاء الحدود، وضياع الأمكنة والبيوت الأولى.
مشاركات للفائزة
ووفقا لموقع "الجائزة العالمية للرواية العربية" البوكر، ستشارك بركات في أول ظهور علني لها بعد الفوز، مع كتاب القائمة القصيرة، خلال مجموعة من الندوات تُعقد في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، يوم الأربعاء 24 نيسان/أبريل، في جناح صالون الملتقى، من الساعة الثانية ظهرًا إلى السادسة مساءً، تعقبها جلسة حوارية للكاتبة الفائزة مع ياسين عدنان، عضو مجلس أمناء الجائزة، في الساعة السادسة في المعرض، ويتم استضافة كتاب القائمة القصيرة والكاتبة الفائزة في جناح بحر الثقافة، تحت رعاية الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، في الساعة السابعة مساءً. كما يشارك كتاب القائمة القصيرة في ندوتين إضافيتين تعقدان في المعرض، يومي الخميس 25 والجمعة 26 نيسان/أبريل.
هدى بركات
وبعد ترشيحها للقائمة القصيرة، قالت هدى بركات، في حوار حصري لـ "الجائزة العالمية للرواية العربية": "إن ما دفعني إلى الشكل الأخير للرواية كان نفاذ مشاهد المهاجرين الهاربين من بلدانهم إلى وساوسي. هؤلاء المشردين في الأرض، المستقلين قوارب الموت ولا يريد العالم النظر إليهم إلا ككتلة غير مرغوب فيها أو كفيروس يهدد الحضارة، في حين رحنا نكتشف تراجع البعد الإنساني لتلك الحضارة وتحصن القوميات بإقفال الأبواب، هذا لا يعني أني أريد للبلدان الغربية أن يشرعوا الحدود أو النظر إلى هؤلاء كملائكة. أردت فقط الإنصات إلى حيوات تهيم في صحراء هذا العالم. آمل أن تكون هذه الرواية قد أسمعت بهذا القدر أو ذاك أصوات حيوات هشة يتم إصدار الأحكام عليها دون فهمها أو استفتاء ما أوصلها إلى ما صارت إليه".
وهدى بركات من مواليد بيروت العام 1952 في بشري وانتقلت بعدها إلى بيروت لدراسة الأدب الفرنسي، وعاشت بركات معظم حياتها في بيروت، وانتقلت بعد ذلك إلى باريس حيث تقيم الآن، وقد عملت في التدربس والصحافة، وفي رصيدها ست روايات ومن أعمالها الروائية: "حجر الضحك" (1990)، وقد نال جائزة النقد حيث كان هو أول عمل عربي تكون الشخصية الأساسية فيه لرجل مثلي، "أهل الهوى" (1993)، "حارث المياه" (2000) التي فازت بجائزة نجيب محفوظ لتلك السنة، "سيدي وحبيبي" (2004) ، "ملكوت هذه الأرض (2012)، ولها أيضا مسرحيتان ومجموعة قصصية وكتاب يوميات، بالإضافة إلى كتاب يوميات، وشاركت في كتب جماعية باللغة الفرنسية، ومُنحَت وسامان رفيعان من الجمهورية الفرنسية )رتبة الفارسة في الأدب والفنون عام 2002 وفي عام 2008 أخذت وسام الإستحقاق(، ومنحت أيضا جائزة نجيب محفوظ لعام 2000 من الجامعة الأميركية في القاهرة.
ومنذ العام 1989 تقيم بركات في باريس وقد نشرت العديد من أهم اعمالها مثل (حجر الضحك 1990) و(أهل الهوى 1993)، كما رشحت في الفترة خلال 2010-2011 لتكون عضوة في مؤسسة أبحاث في نانت، فرنسا (Nantes Institute for Advanced Study Foundation)، ، وفي خريف 2013 تم إختيار هدى بركات كأول باحثة عربية في قسم الدراسات الشرق أوسطية في ولاية تكساس الأميركية.
وغالبا ما يكون محور موضوع في أعمالها هو الصدمة والحرب، ويتم سرد رواياتها من قبل رجال يعيشون على هامش المجتمع في الحرب الأهلية اللبنانية، وكتبت أعمالها باللغة العربية وتمت ترجمتها إلى العديد من اللغات، بما في ذلك الإنجليزية والعبرية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والتركية والهولندية واليونانية.
المصدر: موقع الجائزة العالمية للرواية العربية، ووكالات