البروفسور نبيل نمر... ظاهرة طبيعية ولا داعي للذعر!

سوزان أبو سعيد ضو

وثق العديد من الناشطين ظواهر عديدة نتيجة الطقس المتقلب الذي ساد في لبنان هذا العام، فبعد ظاهرة فراشات "السيدة الجميلة" التي شهدت هجرات متعددة، وشوهدت في الكثير من المناطق منذ 13 آذار/مارس وعادت للظهور في 19 منه، ثم وثقت أعداد كبيرا منها على صفحة "إليسار نيوز" على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" الأسبوع الماضي، وثق ناشطون من بلدة ينطا في قضاء راشيا في البقاع الغربي، ظهور حشرات (خنافس) وبأعداد كبيرة، ما أثار الذعر لدى الأهالي.

وفي التفاصيل، شارك ناشطون في "اللقاء البيئي في قضاء راشيا علم و خبر رقم 1276 " هذه الظاهرة مع  موقعنا "إليسار نيوز"، وأفادوا بمنشور على صفحتهم عن اجتياح عدد كبير من الحشرات بلدة ينطا في قضاء راشيا في البقاع الغربي، وجاء فيه "اجتاحت مساء امس الجمعة 26 نيسان/أبريل 2019 أعداد كبيرة من الخنافس السوداء، بلدة ينطا في قضاء راشيا سببت الذعر وسط الاهالي، يهم (جمعية اللقاء البيئي في قضاء راشيا) ان تطمئن الاهالي أن الحشرات هي حشرات صديقة للبيئة، ولا تؤذي البشر بل هي مكافح طبيعي للآفات الزراعية والحشرات الضارة، وبعد استشارة خبراء حياة الحشرات، واستنادا لمعلومات الموسوعة العلمية Wikipedia ، نفيدكم علما أن تواجدها بهذه الأعداد في هذا الوقت من السنة أمر طبيعي مرتبط برحلات الهجرة الخاصة بها، علماً أنها حشرات تنشط ليلاً و أنواعها تتخطى الـ 2500  نوعا، وهي متعددة الألوان والأحجام".

وبدورنا، تواصلنا مع الباحث في مجال الحشرات من جامعة الروح القدس الكسليك، والمحاضر في الجامعة الأميركية في بيروت، البروفسور نبيل نمر، فقال لـ "إليسار نيوز": "لا داعي للذعر، فهذه الحشرات ليست ضارة فحسب، بل هي حشرات نافعة للغاية، فهي تقتات على يرقات الحشرات خصوصا يرقات الآفات الزراعية ومنها دود الصندل الذي يفتك بأشجار الصنوبر بأنواعه"، وأضاف: "التغير المناخي والطقس المعتدل والبارد إجمالا وراء هذه الظاهرة"، وأشار إلى أن "هذه الحشرات هي خنافس من نوعين Carabus، وCalosoma وهي حشرات مفيدة للمزارعين، وليس لديها هجرة لمسافات بعيدة مثل الفراشات، بل تقطع مسافات صغيرة، وذلك وفقا للزعم بأنها أتت من بلاد أخرى، وقد توقعنا كباحثين في هذا المجال، ظهور هذا العدد الكبير، لأن شتاءنا بالإجمال كان جيدا للغاية، وتأخر الربيع، فمن الطبيعي ظهورها وبهذا العدد، خصوصا وأن لديها غذاء كاف لتقتات عليه"، وطمأن نمر الأهالي من هذه الظاهرة وأنها طبيعية للغاية.

ولم ترد تقارير حول هذه الظاهرة في مناطق أخرى، وننتظر من قرائنا الكرام، تفاعلهم مع هذا المقال، وإرسال الصور والفيديوهات إن وجدت على صفحة "إليسار نيوز" على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" أو على رقم واتساب 81 900 871.

ملاحظة: أوضح رئيس "اللقاء البيئي في قضاء راشيا" وليد سيف الدين، أن هناك خطأ شائعا بأن تنسب قرى قضاء راشيا إلى قضاء البقاع الغربي، على  الرغم من أنهما قضائين مختلفين، كما وأن لدى كل منهما اتحاد بلديات منفصل، فقضاء راشيا يضم 26 قرية ومن ضمنها ينطا، بينما قضاء البقاع الغربي يضم 40 بلدة، وهذا هو التقسيم الجغرافي، ولكنهما دائرة انتخابية واحدة، لذا اقتضى التوضيح!