بالفيديو: سناجب تلهو في عكار شمالا... حمايتها مهمة وإطعامها غير محبذ!
سوزان أبو سعيد ضو
وثق الناشط البيئي جورج كرم من ناشطي حمى عندقت والقبيات والمعبور الابيض في عكار شمال لبنان، بالفيديو سناجب وهي تلهو على شجرة في الحمى.
كرم
وقال كرم لـ "إليسار نيوز": "أنا ناشط بيئي من القبيات وعضو مؤسس في مجلس البيئة – القبيات وضمن مشاريع عدة في السياحة البيئية، لدي مشروع (جبلنا Ecolodge) نستقبل فيه سياحا محليين ودوليين ورواد المشي في الطبيعة حيث تزخر المنطقة بتنوع فريد لجهة النباتات والحيوانات، ونمارس يوميا رياضة المشي في المنطقة الحرجية".
وأضاف: "منذ فترة طاولت السناجب العديد من التعديات، وقام البعض بإطلاق النار عليها، وبالتعاون مع بلدية القبيات، تم إقرار منطقة حمى، نحافظ عليها ونحميها من التعديات، كما وضعنا أكوابا في تجاويف بعض أشجار السنديان، حيث نحضر المكسرات مثل الجوز التي يحبها هذا الحيوان، وقد اعتاد هذا الحيوان علينا وأخذ ينتظرنا ليتناول وجبته المفضلة، وقد تمكنت من التقاط هذا الفيديو، وهذا الفيديو هو مثال على مسيرات المشي هذه التي نقوم بها في الطبيعة، وما يمكن أن يلتقيه ويلتقطه الزائر بعدسة الكاميرا".
أبي سعيد
وقال الدكتور في الجامعة اللبنانية كلية العلوم ورئيس "مركز التعرف على الحياة البرية والمحافظة عليها " Animal Encounter في عاليه الدكتور منير أبي سعيد لـ "إليسار نيوز": "السنجاب حيوان ينتمي إلى القوارض والسنجاب، تتخطى انواعه الــ 365 نوعاً في العالم، إلا أنه في لبنان والشرق الأوسط يستوطن نوع واحد يعرف بالسنجاب اللبناني او الفارسي واسمه Persian Red Squirrel واسمه العلمي Sciurus anomalus siryacus في الأحراج والغابات حيث يبني اعشاشا خاصة، أو يلجأ الى فتحات في الاشجار، ويوجد في مناطق عدة في لبنان، لا سيما في المحميات، وقد بدأت أعداده تتعافى في بعضها، وإن كان هناك تهديدات تطاوله في العديد من المناطق، نتيجة التعديات وفقدان الموائل".
وتابع: "أما مواصفات السنجاب اللبناني، فهو صغير الحجم ويصل طوله الى 30 سنتيمترا مع الذيل، يقضي معظم وقته على الأشجار، إلا أنه يتناول غذاءه على الأرض، ويخبئ البذور في التربة وفي فتحات في الأشجار، يعيش ضمن مجموعات وكل مجموعة لديها اصوات مختلفة وهي بمثابة انذار، واذا ما شعروا بحركة غريبة ينبهون بعضهم باصدار أصوات معينة، كما أنه يعلّم منطقته ببقاياه من بول وخروج، يتكاثر على مدار العام، إلا أن معظمها خلال فصلي الربيع والخريف، وعادة ما تحمل الأنثى بين صغير واحد وخمسة صغار، وتبلغ الصغار خلال ستة أشهر".
وعن أهميته في التوازن البيئي، أشار أبي سعيد إلى أن "السنجاب يساهم في التشجير، حيث يقوم بتخبئة البذار تحت سطح التربة، ويتناول عدد منها، وأحيانا يخزن أكثر من حاجته فتتبرعم وتفرخ أشجارا، فالتوازن البيئي هو الأساس في هذا المجال، فهو يأكل حاجته، ويساهم في تشجير الأحراج والغابات، فهناك قانون يحكم، بأن لا تنمو كل البذار وإلا ستنافس بعضها البعض على المغذيات في التربة والمياه والشمس، وعلى الرغم أنه يغزو على أشجار الجوز واللوز والصنوبر والبراعم والأغصان الصغيرة، إلا أنه لا يأكل الكثير، كما أن مساهماته في زراعة هذه الأشجار، وتغذيه على الآفات التي تصيبها، تجعله مفيدا بشكل عام"، وأضاف: "يقتات السنجاب على مجموعة متنوعة من البذور كالبلوط والجوز والصنوبر وغيرها، كما يأكل الحشرات وبيوض بعض العصافير ".
ممارسة غير محبذة
وبعد مشاهدته الفيديو الذي زودنا به الناشط جورج كرم، لفت أبي سعيد إلى أن "هذه الممارسة بإطعام السناجب والحياة البرية بشكل عام غير محبذة، لأنها تعوّد الكائنات على الإعتماد على البشر، وبالتالي فهي لن تبحث عن طعامها، فماذا لو لسبب ما توقفنا عن إطعامها، فبذلك نعرضها للمزيد من المخاطر، وأنصح بترك الطبيعة تأخذ مجراها، وأن تعتمد الحيوانات على نفسها بالحصول على الطعام، وبذلك يبقى الأصلح والأقوى ونساهم بحماية الأنواع"، وختم قائلا: "في الطبيعة، علينا عدم التدخل لا سلبا ولا إيجابا، وبالتالي تتوصل إلى توازن تحت القوانين الطبيعية الموجودة، ونساهم بحمايتها بصورة متكاملة وشاملة".
ملاحظة: شكرا للناشط جورج كرم من مجلس البيئة في القبيات، جمعية "حماية الطبيعة في لبنان SPNL" على المشاركة بالفيديو الرائع، الدكتور منير أبي سعيد ومركز التعرف على الحياة البرية والمحافظة عليها Animal Encounter، على المساعدة في إنجاز هذا التقرير.