إجراءات لحماية السلاحف البحرية صقرية المنقار من الانقراض في قطر

مشاركة


البيئة تنوّع بيولوجي

"إليسار نيوز" Elissar News

يستمر موسم تعشيش السلاحف البحرية المهددة بالانقراض لموسم 2019، الذي يتم تنفيذه بتمويل من قطر للبترول وتنفيذ جامعة قطر بالتعاون مع وزارة البلدية والبيئة، وسط توقعات بتسارع عمليات التعشيش مطلع الشهر المقبل ، بعد حدوث تباطؤ في عمليات التعشيش خلال الفترة الماضية بسبب تغير المناخ، حيث تم حتى الآن تسجيل 6 أعشاش بعدد 509 بيضة.

وكانت وزارة البلدية والبيئة في قطر قد أعلنت عن إغلاق شاطىء فويرط اعتباراً من 1/04/2019 وحتى 1/08/2019م ، لبدء العمل في مشروع حماية السلاحف البحرية صقرية المنقار المهددة بالانقراض لموسم 2019.

وحول أهم المناطق التي تُعشش بها السلاحف، قال علي صالح المري رئيس قسم الحياة الفطرية بإدارة الحماية والحياة الفطرية بوزارة البلدية والبيئة، إنها تشمل شواطئ راس لفان ولحويلة والمارونة وفويرط والغارية والمفير، وكذلك جزر حالول وشراعوه وأم تيس وركن، موضحاً إنه عند إجراء عمليات الرصد الميدانية ، اتضح إن أكثر أنواع السلاحف البحرية شيوعا في قطر هي سلحفاة منقار الصقر، كما أثبتت البيانات الميدانية الناتجة عن رصد أعداد أعشاش السلاحف لسنوات عديدة أن أكبر منطقة تميل السلاحف للتعشيش فيها هي شاطئ فويرط ، وربما يعود ذلك لطبيعة الشاطئ من حيث نوع التربة الرملية ونعومتها وسهولة الحفر بها، وكذلك عدم اقتراب المباني وعدم التخييم في المنطقة.
وأشار إلى إنه لهذا السبب يتم إغلاق المنطقة من بداية أبريل وتتم عمليات تنظيف للشاطئ وتسوية التربة تمهيداً لموسم التعشيش، حيث اتخذت وزارة البلدية والبيئة إجراءات حثيثة لحماية السلاحف البحرية صقرية المنقار من الانقراض، وتجلى ذلك في إصدار القرار الوزاري رقم (37) لسنة 2010 بشأن الحفاظ على السلاحف والطيور البحرية من الانقراض، والذي تم البناء عليه لإغلاق منطقة فويرط كل عام وتخصيصها لعمليات دراسة ورصد السلاحف البحرية صقرية المنقار.

وتتم عملية التزاوج للسلاحف صقرية المنقار عادة خلال شهر مارس ، وتبدأ عملية التعشيش في أواخر شهر آذار/مارس أو بداية شهر نيسان/أبريل، وذلك بأن تخرج الإناث من البحر وتبحث عن مكان مناسب لتقوم بالحفر بأرجلها السفلية ومن ثم تضع البيض وتقوم بالردم عليه، وقد تسبق عملية وضع البيض محاولة الحفر في عدة أماكن ومن ثم تغيير المكان عندما لا يكون مناسباً، كما أنها تقوم بردم عدة أماكن للتمويه على مكان البيض الحقيقي.

ورغم أن تحديد النتائج الملموسة للمشروع من الصعوبة بمكان نظراً لطول الفترة التي تأخذها السلحفاة قبل النضج (حوالي 25سنة)، وكذلك الأخطار الجمة التي تتعرض لها صغار السلاحف، ما يقلل من فرص نجاتها (حوالي 10 في 1000)، إلا أن المؤشرات تدل على أن أعداد الصغار التي يتم إرجاعها للبحر في تزايد من عام لآخر، ما يزيد من فرص بقاء وزيادة هذه الكائنات المهددة بالانقراض في المياه القطرية. وقد تم إطلاق عدد (5010) من صغار السلاحف في شاطئ فويرط في موسم التعشيش لعام 2018 المنصرم.
وعن الجهود التي بذلتها وزارة البلدية والبيئة خلال موسم تعشيش السلاح البحرية المهددة بالانقراض لعام 2018 ، أكد المري، إن هذا الموسم شهد العديد من الجهود، تمثلت في المسح الميداني ورصد خروج السلاحف ومراقبتها من بعيد حتى تختار المكان المناسب للتعشيش وبدء وضع البيض، كما تم إجراء الدوريات باستخدام الدراجات أو بالسير على الأقدام تجنبا للتأثير السلبي للسيارات على تربة الشاطئ، ثم تتبع آثار السلاحف لمعرفة مواقع التعشيش وأخذ البيانات الخاصة بالعش، ومن ثم قيام الباحثين بعملية نقل البيض بعد أخذ قياساته، وكذلك أخذ قياسات العش وإحداثياته.

ويتم إجراء عملية تنظيف القواقع والطفيليات التي تنمو على السلاحف، والتي تسبب لها بعض الأمراض وتترك على أجسامها جروح تتم معالجتها من قبل أعضاء الفريق، ثم أخذ القياسات المطلوبة للسلاحف (الطول والعرض ... الخ)، وتسجيل البيانات في الورقة المعدة، وكذلك تسجيل الأرقام (إن وُجدت)، بعدها يتم تحديد مكان وضع البيض وتسجيل عدده وأوزانه ثم نقله إلى أماكن خاصة تم إعدادها لنقل الأعشاش وتم اختيارها بعناية بحيث تكون بعيدة عن مستوى المد وتكون آمنة (مغلقة)، وبعد ذلك تسجيل كل البيانات في ورقة تم إعدادها لهذا الغرض من قبل المختصين.
يأتي بعد ذلك تحديد أماكن الأعشاش ووضع علامات عليها أرقام وتاريخ التعشيش، بحيث يكون لكل رقم ورقة بيانات خاصة به، والتي تحتوي على البيانات التفصيلية الخاصة بالسلحفاة والعش، وعدد البيض وتاريخ التعشيش، ويتم رصد علامة فقس البيض بملاحظة نزول الرمل عند العش، ومن ثم تبدأ عملية خروج صغار السلاحف على مراحل، بعدها يتم تجميع السلاحف تمهيدا لأخذ القياسات المطلوبة لها وإعادة إطلاقها في البحر، وتسجيل بيانات صغار السلاحف لكل عش في ورقة تم إعدادها لذلك.

ويتم إعادة إطلاق صغار السلاحف إلى البحر، وذلك بوضعها على مسافة حولي 3 أمتار من البحر وتركها تتوجه إلى المياه. هذا وقد تواجد الباحثون والمفتشون على مدار الساعة طوال الموسم.

وسائل إعلام قطرية







مقالات ذات صلة