المناضل الراحل مصطفى الزين يجمع المحبين والأصدقاء في صور... وكتاب يحكي وشوشات عمر
فاديا جمعة
رغم الغياب ومساحات الوجع الباقية في قلوب الأصدقاء والمعارف والأهل، جمعنا مصطفى الزين (1942-2012)، وكأنه لم يغادر هذي الدنيا إلا جسدا، نعم جمعنا الشاعر الذي سرق من الوقت لحيظات قليلة ليكتب فسكب على الورق خواطر راهفة، المناضل وأحد الكبار الذين أطلقوا "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية" من صور إلى كل لبنان، والإنسان الذي ترك إرثا روحيا نراه اليوم في أولاده الذين محضوه الحب كما منحه هو لفلذات الأكباد، وعرشوا عاليا في فضاء رحب بالمحبة والقيم الإنسانية.
تحلقنا بالأمس حول عائلة مصطفى الزين هذا الإنسان الجنوبي الذي ما حنى هامة، ولم يفت من عضده ظلم محتل وجور غاصب، فدخل "معتقل أنصار" مناضلا مؤمنا أن للحرية ثمنا وفيض دموع حرى، لكن شامخة، رسمت معالم الانتصار الأول.
جمعنا مصطفى الزين، هذا العاملي الذي تحرر من قيود التبعية والإقطاع، باسقا كطود، جمعنا بدعوة من عائلته، جمعنا "أبو إسماعيل" في مطعم شواطينا في مدينة صور في حفل توزيع كتاب "أوراق من حياة مصطفى الزين" وسط حضور حاشد لشخصيات وفاعليات سياسية وثقافية واجتماعية وحشد كبير من أصدقاء الراحل الكبير وعائلته ومحبيه من مدينة صور والجوار.
وكان بين أيدينا كتاب يحكي وشوشات عمر جمعه أبناؤه، في حلة بسيطة على جمال وإبداع، وكبيرة في مضمون ينهد للشمس للحرية، وتضمن مجموعة من قصائده ومواقفه، ومقالات عنه، فضلا عن صور تؤرخ لمراحل من حياته ورسومات بريشته وصور دافئة لسبحات اقتناها، بدت كما أهله وأولاده حافظة للعهد وفية لذكرى من حملها يوما وداعب بريق حباتها!