الصيف "صيَّف" في محطة بحمدون... قِبلة السياحة في لبنان!

مشاركة


محطات سياحية

 

 

سوزان أبو سعيد ضو

بعد سنوات عجاف، عادت شوارع محطة بحمدون لترتدي حلة الصيف، وبدأت الحياة تدب من جديد في وردة مصايف الجبل، وعلى الرغم من الأوضاع الصعبة التي شهدها ويشهدها لبنان، وتبعاتها على الحركة الإقتصادية والسياحية، إلا أن اللبناني عاد ليثبت أنه قادر على الانطلاق مرة جديدة من بين رماد الألم لينثر حوله الفرح والأمل، وكيف لا؟ وقد استقطب مهرجان "صيّف يا صيف"، وهو مهرجان ثقافي، فني، سياحي وبيئي، مواطنين ومنتجين وفنانين توزعوا على منصات عرض وخيم على جانبي الطريق، وليواكب المعرض زائرون من البلدان العربية كانوا اشتاقوا للعودة إلى مصايف لبنان بعد التنبيه والمنع المفروض عليهم بسبب بعض الحوادث الأمنية، بالإضافة إلى مواطنين من المنطقة ومن كافة المناطق اللبنانية.

أبي خليل... ترسيخ التعايش

وفي هذا المجال، التقينا ميشلين أبي خليل من محطة بحمدون ومنظّمة هذا المهرجان بالتعاون والدعم من البلدية، وقالت لـ "إليسار نيوز": "بداية، أثني على دور البلدية ودعمها في تأمين كافة المستلزمات من إنارة ومواقف وعمال بهدف إنجاح هذا المهرجان، والذي يواكبه مهرجان رياضي تنظمه جامعة AUST التي افتتحت فرعها الجديد في محطة بحمدون، وهذا المهرجان سيكون سنويا إن شاء الله، بالإضافة لنشاطات عدة لإعادة الإنتعاش لهذه البلدة، التي كانت قبلة للسياح المحليين والعرب".
وأشارت أبي خليل إلى أن "عدد المنصات المشغولة حتى يوم الخميس وهو يوم الإفتتاح وصل إلى 52 خيمة بدأت تقدم خدمات مميزة للمواطنين، ومن المتوقع أن يكون هناك 90 خيمة مع اقتراب نهاية الأسبوع وموعد انتهاء المهرجان يوم الأحد 28 تموز/يوليو 2019، وقد جاءنا عارضون من كافة المناطق اللبنانية، وهذا التعايش الذي نسعى اليه في بلدتنا ونحاول أن نرسخه"، ولفتت إلى أن "المهرجان يلاقي اقبالا جيدا من المواطنين والسياح العرب والأجانب، ونتوقع المزيد من الحضور في الفترة القادمة".
وعلى إيقاع الموسيقى، تابع العارضون نشاطهم وقد وثقنا خلال تجوالنا العديد من المعروضات المختلفة من أشغال يدوية وحرف تقليدية، وملابس والعاب، مناشف مطرزة غب الطلب ووفقا لما يريده الزبون، وحلي من الذهب والفضة، العسل والمنتجات البلدية، وغيرها، حتى الكتب كان لها حصة في المهرجان ليستمد بعدا ثقافيا هاما.

للبيئة حصة!

وفي هذا المجال التقينا العارضة ميرا الشريف، وقد جذبت معروضاتها رواد المهرجان، لتثبت فرادة اللبناني في الإبتكار فضلا عن اهتمامه بالبعد البيئي، فقد اختارت الشريف أن تستخدم قطع الزجاج الذي تفتته الأمواج على فترة سنوات عديدة وتحوله إلى أحجار ملونة تشبه الأحجار الكريمة، واستخدمته في القلادات والأقراط والأساور وقناديل الشمع بالإضافة لصور توضع كذكرى للولادة والمناسبات الخاصة.
وقالت الشريف لـ "إليسار نيوز": "على الرغم من تخصصي في إدارة الأعمال، إلا أن ميلي إلى الفن كان دوما شغفي الأكبر، ومنذ سنة بدأت الفكرة بعد أن كنت أمارس هواية المشي على شاطئ البحر، واستوقفتني كميات الزجاج الهائلة التي تبقى على الشاطئ بعد رحلة طويلة وقد صقلتها أمواج البحر والأحوال الجوية، وبدأت أجمعها وأكون منها أشكالا لاستخدامات مختلفة، وانطلقت بإنتاج علامة تجارية خاصة بي، وأحاول المشاركة بها في كل المهرجانات الوطنية والأسواق الشعبية، وتلاقي هذه المنتجات اقبالا خصوصا للذين يبحثون عن شيء مميز وخاص بهم، لارتدائه أو تزيين بيوتهم به، واستخدم في هذا المجال العديد من المكونات الأخرى كالقصب والخشب والجلد بالإضافة إلى الأشغال اليدوية كالكروشيه".

العسل والعرق أيضا!

ومن المنتجات البلدية المميزة، إحدى المنصات يعرض فيها العسل ومنتجاته وحلويات صحية من العسل والتمور والتين والمكسرات والمحليات الطبيعية وغيرها، فضلا عن خيمة تعرض العرق البلدي بنكهات مختلفة كالورد والرمان والليمون وغيره، وهناك منصة خصصت للعلاج بالغذاء، يعرض فيها الصعتر وغيره من الأعشاب المختلفة بتركيبات مختلفة بالإضافة إلى الفواكه الجافة والمقطرات، وقد ساهم هذا المهرجان في حركة تجارية للمحلات المتواجدة بعد فترة طويلة من الجمود الإقتصادي.
يبقى أن نشجع هذه المهرجانات المحلية التي تستقطب المنتجين والمزارعين التي تمكن المواطن وتثبته في أرضه من تأمين لقمة عيشه وتساهم في السياحة الداخلية والدورة الإقتصادية والمستدامة.







مقالات ذات صلة