بعد ابتكاره حلا لمشكلة البلاستيك في المحيطات...مراهق إيرلندي يفوز بجائزة عالمية!
رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو
دفعت مشكلة التلوث البلاستيكي المتنامية، ولا سيما الميكروبلاستيك (البلاستيك الدقيق) مراهقا من أيرلندا لإيجاد طريقة لإنقاذ محيطاتنا من هذا التلوث الذي يهدد الأنظمة البحرية والمحيطات.
الملاحظة العلمية
فأثناء تريضه على الشاطئ ومشاهدة تراكم النفايات البلاستيكية، تمكن الشاب البالغ 18 عاما فيون فيريرا Fionn Ferreira من ملاحظة ما أدى إلى قيامه بتطوير مشروعه لإزالة البلاستيك الدقيق (الميكروبلاستيك) من الماء وقدم مشروعه إلى "معرض غوغل للعلوم" Google Science Fairالسنوي، وقد فاز هذا المشروع بالجائزة الكبرى والبالغة قيمتها 50 ألف دولار كتمويل للتعليم الجامعي.
وقال فيريرا إنه "بينما كنت في نزهة على الأقدام في مسقط رأسه في منطقة باليدهوب Ballydehob، وجدت حجرًا التصق عليه الزيت والبلاستيك، وهو شيء بدأت ألاحظه بشكل أكبر في السنوات الأخيرة".
وكتب في مشروعه "لقد شعرت بالقلق من معرفة كمية المواد البلاستيكية الدقيقة التي تدخل نظام مياه الصرف الصحي وبالتالي المحيطات"، هذا ما جعل فيريرا يفكر في كيفية تطوير طريقة جديدة لإزالة البلاستيك من المحيطات.
الميكروبلاستيك
الميكروبلاستيك أو البلاستيك الدقيق عبارة عن قطع من البلاستيك يبلغ طولها عادة أقل من 5 مليمترات، وفقا لـ "الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي" National Oceanic and Atmospheric Administration.
تقول الإدارة إن هذا النوع من البلاستيك هو أكثر أنواع القمامة البحرية شيوعًا في المحيطات والبحيرات العظمى، وفي بعض الأحيان، يتم استخدامه كمقشر في غسول الوجه وتقشير الجسم ومعاجين الأسنان.
نظرًا لأحجام هذه المواد البلاستيكية الدقيقة، فهي قادرة على المرور عبر أنظمة تنقية المياه وتؤذي في النهاية الحياة البحرية وتؤدي إلى تلف أنظمة المحيطات الحيوية.
وقد أفادت دراسة حديثة أن الأميركيين يأكلون ويشربون ويتنفسون ما بين 74 ألف و121 ألف جزيء من البلاستيك المجهرية كل عام وفقا لأعمارهم وأجناسهم، فإذا كنت تشرب المياه المعبأة في عبوات بلاستيكية فقط بدلاً من مياه الصنبور، فيمكنك إضافة ما يصل إلى 90،000 جزيء بلاستيكي إلى الكمية التي تم تقديرها في الدراسة.
الفكرة الخلاقة
وبوجود الماء ، تجتذب السوائل الحديدية ferrofluids، وهي سوائل غير سامة ولها خواص مغناطيسية ومكونة من النفط والمغنتيت Magnetite، وهي متواجدة في الطبيعة على شكل معدن في بعض الصخور وتحتوي على الحديد، المواد البلاستيكية الدقيقة لأن كليهما لهما خصائص متشابهة.
وفي مشروعه، أضاف فيريرا النفط والمغنتيت إلى الماء، وخلط المكونات في محلول يشابه النفايات البلاستيكية في المحيط.
وعندما التصقت جزيئات الميكروبلاستيك بالسوائل الحديدية، غمر فيريرا مغناطيسا في المحلول ثلاث مرات لإزالة كلتا المادتين، تاركا المياه صافية.
وبعد ما يزيد عن 950 اختبارا، كانت الطريقة فعالة بنسبة 88 بالمئة في إزالة مجموعة متنوعة من المواد البلاستيكية الدقيقة من الماء، متجاوزة فرضية فيريرا الأصلية بمعدل إزالة البلاستيك بنسبة 85 بالمئة.
آمال مستقبلية
وقال فيريرا إن شغفه بالعلم والتكنولوجيا، جاء نتيجة حتمية لفضوله بما يختص الطبيعة والبيئة، وهو متحمس لمواصلة تعليمه في معهد ستراتينغ للكيمياء Stratingh Institute في جامعة جرونينجنUniversity of Groningen في هولندا ابتداءً من الخريف القادم.
وقال إنه نظرا لأنه يعيش في منطقة نائية من أيرلندا، فإن موارد الإختبارات نادرة، ولكن ذلك لم يمنعه من تحقيق هدفه، فقد استخدم ما هو موجود حوله.
وقال "أريد أن أشجع الآخرين بالقول إنك لست مضطرًا لاختبار كل شيء في مختبر احترافي"، وأضاف: "لهذا السبب قمت ببناء معداتي الخاصة."
قال فيريرا إن والديه سعداء بإنجازه، ولأنهما لن يضطرا إلى تمويل الكثير من رسوم دراسته الجامعية، وذلك بفضل أموال الجائزة.
ويتوّج "معرض غوغل للعلوم" Google Science Fair الفائزين منذ ثماني سنوات بمساعدة رعاة مثل Lego وScientific American وNational Geographic وVirgin Galactic، ويتم تشجيع الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 18 عاما من كافة أنحاء العالم على تقديم تجارب ونتائج العلوم والتكنولوجيا إلى لجنة من الحكام، الذين يحددون الفائزين بالجوائز في هذا المجال.
لمشاهدة المزيد في الفيديو التالي:
https://av.voanews.com/Videoroot/Pangeavideo/2019/08/b/b3/b346ab8c-4acc-496a-8553-ff202feb9980.mp4