مراقبة الطيور بدلا من صيدها... مبادرة سياحة بيئية رائدة!
سوزان أبو سعيد ضو
مع اقتراب افتتاح موسم الصيد، بدأ الصيادون يجهزون أنفسهم، للقيام بهوايتهم المفضلة، وخصوصا في لبنان، لا سيما وأن ما يقارب 15 بالمئة من الشعب اللبناني أي حوالي 600 ألف شخص، يمارس هذه الهواية خلال وخارج الموسم، وسواء كنا مع الصيد أو ضده، فهذه الأرقام تظهر أن التوصل إلى قانون شامل عادل، يرضي الجميع، أمر ليس بالمستطاع في القريب العاجل، خصوصا وأن الفوضى تعم لبنان، ومنذ أربعين سنة، وعلى الرغم من قرار منع الصيد، شهد لبنان ويشهد مجازر للطيور، وقدر العدد الذي ينفق من كافة الطيور المقيمة والمستوطنة والمهاجرة ما ينوف عن 2.7 مليون طائر، لذا فلا بد من إيجاد حلول ناجعة وبالتدريج.
الملف الشائك للصيد البري
ونتابع في "إليسار نيوز" هذا الملف الشائك، وبصورة موضوعية، في محاولة منا أن نوضح وجهات النظر المختلفة، وفي هذا المجال فإن الصيادين في لبنان نوعان، النوع المسؤول، أو الصياد المستدام، وهو نوع يطبق القانون، ويتبعه، يحصل على رخصة صيد، ويرخص أسلحته ويصطاد خلال الموسم والنهار الأنواع المسموح بها وضمن العدد المحدد، لضمان استمرارية هذه الطيور، وتكاثرها، أما خارج الموسم، يمارس البعض منهم "الصيد بالكاميرا"، فيوثق بالصور والفيديوهات ما لدينا من ثروة هامة، وبذلك يساهمون في هذا النوع من السياحة البيئية، التي يمكن أن توفر دخلا إضافيا للمواطنين، وتحرك العجلة الإقتصادية.
تعديات
وبالمقابل، ثمة أشخاص، يطلقون على أنفسهم اسم صيادين، يمارس البعض منهم العديد من الطرق الدموية للتنكيل بالطيور، مثل صيد الليل والشبك وآلات التسجيل والأفخاخ وغيرها ويستبيحون كل ما يطير، وأعشاش الطيور، ببيوضها وفراخها، ويدين الصيادون المسؤولون هذه الممارسات، ويعمل البعض على الحد منها ومكافحتها، وخصوصا وأنها وفقا لهم "تعطي صفة قبيحة لمن يمارس هذه الهواية النبيلة".
إلا أننا بدأنا نشهد بعض الأمثلة الإيجابية، وبالتعاون مع السلطات من وزارة البيئة ووزارة الداخلية، وإن كانت قليلة، حيث تم القبض على بعض المعتدين على الطيور المهاجرة، وتغريمهم، والحصول على الطيور التي تم الإمساك بها مثل الحسون والفري والبوم وغيرها في محاولة لبيعها في الأسواق، وعملت السلطات على إطلاق سراحها، ما يمكن أن يشكل بداية هامة، للحد من هذه الظواهر المعيبة.
جولات مراقبة الطيور
وفي هذا المجال، قامت مجموعة من هواة الصيد والصيادين المسؤولين ومحبي الطيور والذين لديهم خبرة واسعة في هذا المجال، بمبادرة بيئية هامة، فقد استحدثت مجموعة على صفحة التواصل الإجتماعي "فيسبوك" تهدف للترويج للسياحة البيئية في مجال مشاهدة الطيور واسموها "جولات مراقبة الطيور في لبنان" Lebanon Birdwatching Tours، وتنظم فيها رحلات في الربوع اللبنانية، خارج فترة السماح بالصيد لمراقبة الطيور، ومشاهدتها، للمساهمة في التوعية حولها بأسلوب علمي بحيث يمكن به المحافظة على الطيور المقيمة والمستوطنة والمهاجرة، وحماية المعرضة للإنقراض.
وكتبت المجموعة واصفة ما تقوم به "نظرًا لتنوعه الواسع لجهة الموائل المختلفة، فضلا عن موقعه على الطريق الرئيسي الثاني لهجرة الطيور في العالم، يقدم لبنان واحدة من أفضل تجارب مراقبة الطيور في العالم، ويعتبر لبنان موطنا لبعض الطيور الإقليمية المقيمة مثل السيرين (النعار) السوري، وهو طائر مهدد بالإنقراض، ويوفر الفرص لمشاهدة الظاهرة السحرية لهجرة الربيع والخريف حيث يمكن في يوم واحد مشاهدة الآلاف من الطيور الحوامة والطيور المرتفعة التي تهاجر إلى السماء اللبنانية، كما يمكن للزوار الاستفادة من موقع لبنان الإستراتيجي الممتاز على مقربة من أوروبا، مع رحلات مباشرة من العديد من العواصم الكبرى، وبالإضافة إلى المناخ الممتاز، والغذاء، والثقافة والعديد من المواقع الأثرية المثيرة للاهتمام في محيط مريح من مجتمع لطيف وودي".
وإذ نثني على مثل هذه المبادرات، آملين أن تساهم في توفير التوعية اللازمة، لإيقاف كافة التعديات بحق هذه الثروة الهامة، ودعمها من المواطنين، بالمتابعة والمشاركة في هذه الجولات في مجال التثقيف البيئي والسياحة البيئية الداخلية، ما يمكن أن ينعكس إيجابا، بأن يرى المشارك بأم العين، هذه الثروات الهامة والتنوع البيولوجي الذي يزخر به لبنان، وبأن تعم مثل هذه المبادرات، بدلا من مشاهد المجازر التي كنا نشهدها في لبنان بحق هذه الطيور، والتي نأمل أن تصبح من الماضي.
للتواصل مع المجموعة على صفحتهم على موقع "فيسبوك" : Lebanon Birdwatching Tours
الصور من أرشيف: سامر عازار