رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

عثر على 104 قطعة متنوعة من البلاستيك داخل أمعاء سلحفاة صغيرة من نوع "ضخمة الرأس" loggerhead  واسمها العلمي Caretta caretta، وقد جنحت على شاطئ "بوكا راتون" Boca Raton في فلوريدا، وتراوحت المنتجات البلاستيكية من أغلفة منتجات إلى البالونات إلى ملصقات بلاستيكية على المنتجات الزجاجية إلى أربطة تستخدم لأكياس القمامة، ما أدى إلى نفوقها، كما ذكرت صحيفة "ساوث فلوريدا صن سينتينيل" South Florida Sun-Sentinel.

وقالت منسقة إعادة تأهيل السلاحف البحرية في مركز "جامبو ليمبو للطبيعة"Gumbo Limbo Nature Center في "بوكا راتون" ويتني كراودر Whitney Crowder:

لقد وجدنا قطعة من بالون، وغلاف حول زجاجات، وقطع مختلفة من البلاستيك".

وبعد أن شارك المركز صورة للسلحفاة بجانب قطع من البلاستيك على موقعه الخاص على صفحة Facebook، أصبحت الصورة تتناقل بسرعة، حيث تمت مشاركتها أكثر من 3100 مرة.

وقالت إميلي ميروسكي Emily Mirowski، مساعدة إعادة تأهيل السلاحف البحرية في المركز، التي فحصت السلحفاة قبل نفوقها: "لقد كانت ضعيفة وهزيلة، كان واضحا أنها ليست على ما يرام".

وقالت كراودر: "أثناء عملية التشريح، بدأنا باستخراج القطع واحدة تلو الأخرى"، وعلى الرغم من أن هذه الصورة قد استأثرت باهتمام من شاركها على موقع "فيسبوك"، فإن هذا الأمر ليس مستغربا لـ "كراودر" وأعضاء الفريق في المركز.

وكتب المركز عن هذه الحالة واصفا الصورة: "إنه موسم جنوح السلاحف الصغيرة والضعيفة في على طول ساحل بوكا راتون، والتي تحتاج إلى مساعدتنا، لسوء الحظ، لا تنجو  جميع هذه السلاحف التي تجنح، لا سيما التي تحتوي على مواد بلاستيكية في أمعائها، وهذه السلحفاة، التي يصل حجمها إلى حجم راحة يدك، قد أكلت 104 قطعة من البلاستيك، هذا أمر محزن، وتذكير لنا جميعا بحاجة إلى القيام بدورنا، للحفاظ على المحيطات خالية من البلاستيك".

"نعم ، كل هذا البلاستيك جاء من سلحفاة صغيرة واحدة"، رد المركز على تعليق على المنشور، كما ذكرت "صحيفة صن سينتينيل"، وأضاف: "البلاستيك يتسبب لها بانسداد في أمعائها وبحالة صدمة إنتانية، وتظهر عمليات التشريح على كافة السلاحف التي نعتني بها لتحديد كيفية وسبب الوفاة، التلوث البلاستيكي هو العالم المحزن الذي نعيش فيه الآن. يجب أن نفعل ما هو أفضل".

ويعد جنوح السلاحف ومعاناتها من سوء التغذية أمرًا شائعًا لدرجة أن مركز Gumbo Limbo Nature Center  قد وضع برادا أمام المبنى ليتمكن السكان من تركها بأمان لإعادة تأهيلها، وهكذا وصلت السلحفاة إلى المركز، وفق شبكة CNN.

وقالت كراودر لصحيفة الغارديان الأسبوع الماضي: "في هذا الصباح فقط، لدينا 60 سلحفاة جانحة تنتظر العلاج، وقد نفق في توفي ست سلاحف منها بالفعل".

وقال ميروفسكي لشبكة CNN: "تلتصق المواد البلاستيكية الدقيقة بالأعشاب البحرية، وتشبه طعام السلاحف الصغيرة، فتتناولها على أنها غذاء"، وأضافت أن "البلاستيك يعطي السلاحف شعورا زائفا بأنها ممتلئة، نتيجة لذلك، لا تأكل أو تتلقى التغذية التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة".

في المركز ، يعطي طاقم إعادة التأهيل للسلاحف مدرا للبول في محاولة لطرد البلاستيك من نظامها الغذائي، وفقًا لصحيفة "الغارديان".

وقال ميروفسكي لشبكة CNN: "نعطيهم كمية صغيرة من السوائل كل يوم لتنظيف أمعائها، ثم نأمل أن تتخلص من البلاستيك بشكل طبيعي، الشيء المهم هو إعادة المياه وترطيب أمعائها لاستعادة شهيتها".

وإذا تم إعادتها إلى صحتها وتأهيلها، فسيتم إعادتها إلى البحر، لتتعرض من جديد لخطر تناول البلاستيك مرة أخرى.

وقالت كراودر لصحيفة الغارديان: "إنه أمر محبط للغاية، لكنني أحاول أن أبقى إيجابية".

عن: Eco Watch، South Florida Sun-Sentinel، the Guardian ووكالات بتصرف