دليل جديد لعبقرية دافنشي... تصميم أطول جسر للعثمانيين!

مشاركة


منوعات

 

رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

على الرغم من أن ليوناردو دا فينشي عرف في مجال الفن، فلا زالت أعماله الفنية مثل لوحة الموناليزا والعشاء السري، الأشهر في هذا المجال، إلا أن دراسة جديدة من جامعة MIT، أكدت عبقريته في مجال التصميم الهندسي لجسر عثماني، تم رفضه بعد ذلك من قبل السلطان بيازيد الثاني وفقا لبيان من الباحثين، على الرغم من أن الدراسة أكدت أنه من الممكن  أن يكون هذا التصميم للجسر لو تم تنفيذه ليس من أكثر الجسور متانة لو أنه بني في وقتها، خصوصا بعد دراسة المنطقة والأحوال الجيولوجية لمضيق "القرن الذهبي" على البوسفور وبالمواد الموجودة حينذاك فحسب، بل الأطول أيضا.

وأتى تصميم الجسر عقب طلب السلطان مقترحات لتصميم جسر يربط بين القسطنطينية (اسطنبول اليوم)، والمنطقة المجاورة المعروفة باسم مدينة "غلاطة" Galata .

وتم تصميم الجسر في العام 1502 وتم تقديمه للسلطنة العثمانية، وباستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد قام الباحثون في MIT بإبتكار نسخة طبق الأصل من الجسر، من 126 قطعة من الحجارة، وأصغر بـ 500 مرة من التصميم الأصلي.

ولم يشر دافنشي في وصفه، المواد أو المعدات اللازمة لبناء الجسر، لكن المادة الوحيدة المتاحة في ذلك الوقت، والتي تتحمل أحمالا كبيرة لمثل هذا الجسر الطويل (حوالي 280 مترا) بحيث لا ينهار، كانت ستكون من الحجارة، وذلك وفقا لـ "كارلي باست" Karly Bast، خريجة دراسات عليا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وقد عملت في هذا المشروع مع مجموعة من باحثين في الجامعة ومنهم، أستاذ الهندسة المعمارية والهندسة المدنية والبيئية جون أوتشيندورف John Ochsendorf  والطالبة ميشيل زيه Michelle Xie، وافترض الباحثون أيضًا أن مثل هذا الجسر كان من الممكن أن يقف لوحده دون أي مادة لتثبيت الحجارة.

على الرغم من أن جسر دافنشي كان أقل بحوالي أربع مرات من جسر جورج واشنطن الحديث، وأقصر بـ 4.5 مرات من جسر البوابة الذهبية، إلا أنه كان سيكون الأطول في وقته، وفقًا للبيان. وقالت باست في البيان "إنه مشروع طموح بشكل لا يصدق، كان حوالي 10 مرات أطول من الجسور النموذجية في ذلك الوقت".

في وقت ليوناردو ، تم بناء معظم دعامات الجسر الحجري في شكل أقواس نصف دائرية تقليدية، والتي كانت ستحتاج إلى 10 أرصفة أو أكثر على امتداد البناء لدعم مثل هذا الجسر الطويل، إلا أن  مفهوم جسر ليوناردو كان مختلفًا تمامًا وكان طويلًا بدرجة كافية للسماح بمرور المراكب الشراعية مع  الصاري التابع لها، كما هو موضح في رسمه، وذلك ببناء قوس ضخم وحيد نصف دائري ومسطح، وأظهر التصميم أيضًا طريقة غير عادية لثبات الحسر في مقابل الحركات الجانبية للأرض، الأمر الذي أدى إلى انهيار العديد من الجسور على مر القرون، وللحيلولة دون ذلك، اقترح ليوناردو دعائمًا انتشرت في الخارج على أي من الجانبين.

وتم بناء النسخة ثلاثية الأبعاد لهذا الهيكل الهندسي المعقد من قبل الفريق العلمي، وتم اختبار قدرة الهيكل على الوقوف وتحمل الوزن والصمود على أساساته.

وقام الباحثون بتجميع الكتل المطبوعة ثلاثية الأبعاد باستخدام سقالة، ولكن بمجرد وضع "حجر الزاوية" في الجزء العلوي من القوس، ثم قاموا بإزالة السقالة، واستمر الجسر في الوقوف، "إنها قوة الهندسة، إن الجسر تماسك بقوة الضغط فقط"، قالت باست.

وتابعت باست:"هل كان هذا المخطط مجانيًا تمامًا، أم هو شيء صممه خلال 50 ثانية، أم أنه شيء جلس حقًا وفكر فيه بعمق؟ من الصعب معرفة ذلك، وأضافت" أن هذا التصميم لدافنشي يوحي بأنه قضى بعض الوقت في التفكير فيه بعناية".

وقدم الفريق هذه النتائج في مؤتمر the International Association for Shell and Spatial Structures conference في برشلونة، أسبانيا، هذا الأسبوع، ولم ينشر بحثهم في مجلة راجعها النظراء في هذا الإختصاص.

وهذه ليست المحاولة الأولى لإنتاج تصميم جسر ليوناردو الأساسي بعدما عثر على المخططات الأصلية، فقد استلهم آخرون هذا التصميم، بما في ذلك جسر للمشاة في النرويج في العام 1996، ولكن باستخدام مواد حديثة  الصلب والخرسانة عام 1996، ويعد الآن واحداً من أشهر الأعمال الهندسية في البلاد..

 

بتصرف عن livescience.com، techxplore.com

 







مقالات ذات صلة