لبنان إلى الحرية... مخاض الألم سيثمر ربيعا وأكثر!
"إليسار نيوز" Elissar News
كنا نتمنى أن نواكب ازدهار وتطور الدولة، معالجة أزمة النفايات والكهرباء، التصدي للفساد وتجاوز ذهنية القبيلة، وكنا نتمنى كذلك أن نتفرغ لمشكلاتنا البيئية، للكسارات والمقالع، للمرامل، للتلوث وتبعاته، من نهر الليطاني إلى كانة أنهر لبنان، وأن نعيد شواطئ لبنان للناس، وأن نستعيدها من الملوثين والمافيات، وكنا نتطلع إلى ترسيخ بنيان دولة عادلة غير خاضعة لمنطق المحاصصات الطائفية.
لكن آمالنا اصطدت بصخرة الفساد، وها نحن اليوم نواجه سلطة أوصلت لبنان إلى هذا الدرك من الفوضى، فالمظاهرات والاعتصامات مستمرة ولم تقو محاولات بعض السياسية الالتفاف عليها ولن تقوى، لأنه ساعة يجوع الناس تسقط كل المحرمات، وحده المواطن يملك الآن إمكانية تحديد مصيره، والطغمة السياسية والمالية في مأزق ومآلها السقوط، الآن أو غدا أو بعده، ما عاد التوقيت يهم، فالناس الذين أحرقتهم السلطة بما مارست من ارتكابات وموبقات هم اليوم المستقبل، وحدهم سيحددون معالم المرحلة المقبلة.
وفي غمرة الوجع، ومع سقوط شهداء ضحايا لقمة العيش والكرامة، تطل أسئلة كثيرة، لكن يبقى التمني حاضرا في استعادة الدولة من براثن الطوائف، ومهما طال الزمن، فلبنان إلى الحرية والعدالة والمساواة رغم الآلام الحاضرة، فهذا المخاض، مخاض الألم سيثمر ربيعا وأكثر.