تقرير صادم لمصلحة الأبحاث العلمية والزراعية حول التلوث في لبنان للعام 2019!

مشاركة


البيئة تلوث

 

"إليسار نيوز" Elissar News

كالعادة في كل سنة، صدر التقرير السنوي حول التلوث في لبنان للعام 2019 وبتوقيع من رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لمصلحة الأبحاث العلمية والزراعية LARI، ورئيس مجلس أمناء منظمة إيكاردا "المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة" ICARDA الدولية الدكتور ميشال افرام، وبتاريخ 8 تشرين الثاني/نوفمبر وفي 78 صفحة، وجاء صادما لجهة التلوث في مصادر المياه المختلفة وبعض الأغذية، وقد صدر هذا التقرير ضمن سياسة حق المواطن بالحصول على المعلومات.

وفي المقدمة، لفت التقرير إلى أنه يستند على تحاليل لعينات مأخوذة من مصادر مياه على اختلاف مصادرها، وعلى تحاليل لبعض المواد الغذائية، وأن هذه التحاليل هي مؤشر لتلوث المياه، وعدم صلاحية بعض المواد الغذائية، وليست تأكيدا لواقع شامل وعام، وأن هذه التحاليل قد تتغير مع الوقت ووفقا للمناطق، كما أنه لم يتم التوسع في تحليل مياه البحر، حفاظا على السياحة، علما أن الشفافية العلمية تقضي بإعطاء النتائج مهما كانت آثارها.

أما في خلاصة التقرير، فقد أشار إلى ضرورة: فحص عينات مياه الصهاريج ومصادرها، مياه الحضانات والمدارس، والمستشفيات، والمطاعم والفنادق، والتأكد من فعالية فلاتر المياه، فحص المياه من قبل مؤسسات المياه الرسمية، متابعة تلوث نهر الليطاني والأنهر الأخرى، ضبط حفر واستعمال الآبار، إجراء مسح للآبار التي تضخ إليها المجارير، معالجة مياه المجارير (الصرف الصحي) والتأكد من نوعية المياه الصادرة عن معامل التكرير، معالجة النفايات والمواد العضوية الصادرة عنها، حسن ادارة مياه الري والتأكد من عدم ري المزروعات من مياه المجارير، حسن إدارة مياه الأمطار خوفا من الجفاف في السنوات المقبلة، استخدام مختبرات المصلحة وهي مختبرات رسمية لديها جميع الفحوصات المطلوبة والحائزة على جوائز جودة عالمية ومعتمدة رسميا من الوزارات ومن جهات أوروبية منعا للهدر باستخدام مختبرات خاصة.

وأكد التقرير على أن المصلحة ستتابع إجراء فحوصات لعينات مختلفة من المياه وبعض المواد الغذائية ومستعدة للإيضاح وأي نقد بناء.

واشتمل التقرير على تعريف بمصلحة الأبحاث العلمية والزراعية ومهامها وأقسامها والمختبرات الموجودة فيها، وعن التطبيق الذكي LARI-LEB الذي اعتمده حوالي 78 ألف شخص، تم ابتكاره لمواكبة كافة الأخبار والمعلومات الصادرة عن المصلحة، والذي فاز لثلاث سنوات في الدول العربية كأفضل تطبيق ذكي عن الأعوام 2016، 2017 و2018، فضلا عن خدمة الإنذار المبكر التي تعتمد على 80 محطة أرصاد موزعة في كافة المناطق اللبنانية وتشمل مهامها فضلا عن الأرصاد الجوية والإرشادات، التنبؤ بالحشرات والأمراض، حرائق الغابات، التغيرات المناخية وإدارة الري.

كما بحث التقرير في الآثار السلبية للمعادن الثقيلة والنفايات، وبحث في ترسبات الأدوية الزراعية في التربة، ونتائج فحوص عينات من الأغذية والمياه من الأنهر، والينابيع، ومياه الشفة والري، والآبار، والبرك، والمسابح، والبحر، والبلديات، والوزارات المختلفة، والمطاعم والفنادق، والمطاحن والأفران، والمستشفيات والحضانات، ومكعبات الثلج، والمياه المعبأة ومن كافة المناطق اللبنانية، فحص للطفيليات في مياه البحر، مياه المدارس الرسمية والخاصة في بعض المناطق وغيرها، فضلا عن التأثيرات المختلفة للمعادن الثقيلة على الإنسان.

وأتت النتائج صادمة بمجملها، فعلى سبيل المثال، فإن العينات المأخوذة من مياه الشفة في زحلة وعددها 23 عينة ومن مناطق مختلفة أظهرت أن 39 بالمئة منها ملوثة بمياه الصرف الصحي بعد تحليلها جرثوميا وغير صالحة للشرب، وأن من بين 26 عينة مأخوذة من مياه الآبار الإرتوازية والينابيع في منطقة عكار، وجد أن 96 بالمئة من العينات غير مطابقة جرثوميا للمواصفات وغير صالحة للشرب، وأن 46 بالمئة منها غير صالحة للري، أما في البقاع فتم أخذ عينات من مصادر مختلفة وعددها 782 ووجد أن نسبة العينات الغير مطابقة جرثوميا من البقاع الأوسط 69 بالمئة، والشمالي 69 بالمئة والغربي 61 بالمئة وخارج البقاع 81 بالمئة، أما منطقة صور فتم أخذ 11 عينة من مياه الشفة وجاءت 100 بالمئة (كل العينات) غير مطابقة للمواصفات جرثوميا، بالمقابل جاء 90.1 بالمئة منها غير مطابق فيزيائيا وكيميائيا، كما ان 4 عينات من نهر الليطاني جاءت جميعها غير مطابقة جرثوميا كمياه لري المزروعات، وفي زغرتا تم أخذ 6 عينات وجد أنها غير مطابقة للمواصفات من الناحية الجرثومية جميعها أي بنسبة 100 بالمئة للشرب والري، وفي منطقة الهرمل ونهر العاصي وجد أن 100 بالمئة من 14 عينة غير مطابقة جرثوميا للمواصفات لناحية الشرب، وفي منطقة صيدا تم أخذ 14 عينة من مياه شرب وآبار إرتوازية ومياه شفة ووجد أن 85 بالمئة من عينات مياه الشفة و100 بالمئة من مياه الآبار الإرتوازية ملوثة جرثوميا، بينما وجدت معادن ثقيلة في العينات المأخوذة بنسبة 50 بالمئة بالزرنيخ، 93 بالمئة بالزئبق و22 بالمئة بالرصاص، وفي منطقة جبيل وكسروان تم أخذ 13 عينة ووجد أن 54 بالمئة من العينات غير مطابقة جرثوميا و23 بالمئة غير مطابق كيميائيا، وفي منطقة بعقلين تم أخذ 15 عينة 14 منها من مياه الينابيع وواحدة من نهر الدامور، وجد أن 87 بالمئة من مياه الينابيع ملوثة جرثوميا، وجميعها 100 بالمئة ملوثة بالزئبق، أما عينة نهر الدامور، فقد وجد أنها ملوثة جرثوميا وبالزئبق، ومن 22 عينة أخذت من منطقة حاصبيا مرجعيون وجد أن 100 بالمئة منها ملوثة جرثوميا، وأظهرت نتائج التحاليل الفيزيائية والكيميائية أن 91 بالمئة غير مطابق للمواصفات، وأن 85 بالمئة من العينات تحتوي على الزرنيخ و81 بالمئة على الزئبق.

من ناحية ثانية تم تحليل 6 عينات من البقدونس والنعنع المرويين من مياه نهر الليطاني لفحص وجود المعادن الثقيلة فوق الحد المسموح به، ووجد أن 4 عينات (67 بالمئة منها) تحتوي على معدن الزئبق، 6 عينات (100 بالمئة) تحتوي على الزرنيخ، 6 عينات (100 بالمئة) تحتوي على الكادميوم، وعينة (17 بالمئة) تحتوي على الكروم، و 6 عينات (100 بالمئة) تحتوي على الرصاص.

وهكذا تم أخذ عينات مختلفة من كافة المناطق، من مياه وأغذية، وتم تحليلها جرثوميا وفيزيائيا وكيميائيا، ويهمنا في هذا المجال الإشارة إلى ما تم ذكره سابقا، بأن هذه عينات تم أخذها من مناطق معينة وفي أوقات معينة، وقد تتغير نتائجها سلبيا أو إيجابيا، وفقا لعدة معايير، وليست شاملة وعامة، على الرغم من أنها مؤشر صادم للتلوث الذي أصاب البيئة نتيجة التصرفات اللامسؤولة وضعف الرقابة.

وللإطلاع على النتائج حميعا، ومعرفة المزيد من التفاصيل، على هذا الرابط

 

 







مقالات ذات صلة