إلى سعادة السفير الروسي ألكسندر زاسبكين: كي لا يتحول دوركم "تخريبيا" في لبنان!

مشاركة


لبنان اليوم

"إليسار نيوز" Elissar News

كنا نتمنى على سعادة السفير الروسي في لبنان ​ألكسندر زاسبكين، ألا يقدم استنتاجات مسبقة في الشأن اللبناني، على الأقل في موضوع الثورة الشعبية في مواجهة الفساد، إلا إذا كان السفير زاسبكين يريد للبنان أن يعيش حقبة سوداء شهدتها روسيا يوم حُكمت من قبل مافيات الفساد عندما استباحت أملاك القطاع العام في روسيا الاتحادية في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي.

لم تكن روسيا، لا في فترة الحكم القيصري ولا إبان المرحلة السوفياتية إلا نصيرة للشعب اللبناني، ولا من ينكر وقوفها إلى جانب قضايا لبنان العادلة، ولا سيما في حقبات سوداء يوم دعمت اللبنانيين في مواجهة الاجتياح الإسرائيلي في لبنان (1982-1983) والسياسة الأميركية ودول حلف شمال الأطلسي، ولا من ينكر دور روسيا التي شرعت أبواب جامعاتها أمام فقراء اللبنانيين منذ ستينيات القرن الماضي يوم كان التعليم العالي والأكاديمي حكرا على أصحاب الثروة وبقايا الإقطاع اللبناني، ولا زال الشعب اللبناني يتطلع إلى دور روسي عادل في المنطقة، وأيضا في مواجهة الغطرسة الأميركية.

أما أن يصل السفير زاسبكين إلى تبني الموقف المعادي للحراك الشعبي واتهامه بالعمالة لأميركا فهذا أمر يستدعي وقفة تأمل، إن الحراك الذي تحول ثورة لبنانية عارمة قام بعفوية ودون تخطيط من السفارات، في مواجهة طغمة سياسية حاكمة أوصلت لبنان إلى الهاوية، حتى أصبح ثالث دولة في العالم من حيث حجم الدين العام، ويعلم السفير زاسبكين أيضا أن اللبنانيين يعشون الإذلال على أبواب المستشفيات وحياتهم مهددة بالتلوث واقتصادهم في الحضيض وعملتهم في خطر، وأن اللبنانيين يتطلعون لبناء دولة مدنية عصرية، ولا يتطلعون ليكونوا جزءا من أحلاف إقليمية ودولية.

نتمنى على سعادة السفير مراجعة مواقفه الأخيرة، ليعلم أن اللبنانيين بغالبيتهم العظمى يناصبون الولايات المتحدة العداء، وأي دور روسي في لبنان يفترض ملاقاة هواجس اللبنايين في تطلعهم نحو بناء دولة مدنية عادلة، أما سوق الثوار في وجه الظلم على أنهم "عملاء" لأميركا، فذلك يعني أن روسيا ستصبح فريقا لا حكما عادلا، خصوصا وأن اللبنانيين بمختلف طوائفهم هم الآن يواجهون ما يلحق بهم من ظلم حكامهم.

أما إذا قررت روسيا مواجهة أميركا من خاصرة الثورة السلمية، فهذا يعني أن دورها سيتحول "تخريبيا" أيضا، وهذا ما لا نريده ولا نتمناه!

 







مقالات ذات صلة