... وتستمر الثورة!
"إليسار نيوز" Elissar News
ما حدث على جسر الرينغ بالأمس، من تواجه "شارعين" متقابلين يفصل بينهما الجيش اللبناني والقوى الأمنية، هدد بتحول الصورة الجميلة التي رسمها الثوار على مدى أربعين يوما إلى لوحة دموية مدمرة، فكادت أن تفيق الفتنة على هتافات متضاربة، وسباب وشتائم، ما ذكر بأجواء الحرب الأهلية، مع محاولة البعض ترسيخ للمناطقية، واتجه الجيش اللبناني حينها لإسكات الجميع بالقوة عبر إطلاق القنابل المسيلة للدموع.
هناك حملة ممنهجة لهدم الثورة أو الحراك الشعبي أو الإنتفاضة أو أي تسمية أخرى، فليست المشكلة في التسميات، بل في أن هذه الثورة تحتوي جميع أطياف المجتمع اللبناني الفسيفسائي على اختلاف معتقداته وميوله الحزبية وغيرها، هي صورة سوريالية تشبه لوحات بيكاسو، وفي إحدى زواياها ساعة، تنذر بأن الوقت قد حان للتغيير الحقيقي.
لا تقتصر الثورة على المسيحيين، أو الشيعة، أو السنة، أو الدروز، أو العلويين، وغيرهم من الطوائف الـ 17 التي يتكون منها لبنان، وليس مرتادو الخيم في ساحة الشهداء من أتباع الأحزاب، وليس من صاح ثورة سلمية في كل مرحلة ويوم من الأيام الأربعين من منطقة معينة من لبنان فحسب، بل إنها موجودة في داخل كل لبناني، أوجعه الفساد والهدر والمحسوبية وتردي الأوضاع المعيشية والإقتصادية والبيئية إلى حد الإنهيار الكلي.
الثورة دعوة جامعة للجميع تحت علم واحد هو العلم اللبناني، لنتمكن من إصلاح الحكومة والحكومات التالية، ونتجنب الإنهيار الإقتصادي والجوع الذي يدق على الأبواب، وهي ثورة على حكم الإقطاعيين وأمراء الطوائف والتدخل الخارجي، هي ثورة لإنقاذ بيئة لبنان أولا وأخيرا، وهي التي يمكننا أن نعتمد عليها لنتمكن من إنقاذ بلادنا وفي كافة المناحي.
الثورة دعوة مفتوحة ومستمرة، لكل من آمن بلبنان كوطن، للوعي والحكمة، للترفع عن الشعارات الهابطة وكيل الشتائم والكلام البذيء ولنردد جميعا كلنا للوطن وبظل العلم اللبناني.