رواية "شَمسْ" للدكتور محمد حسين بزي...عوالم رائعة تنهد شعرا عبقا وتاريخا!
"إليسار نيوز" Elissar News
لم تزل رواية "شَمسْ - أميرة عربية عاشقة" للدكتور محمد حسين بزي تستأثر باهتمام النقاد، ليس في مـا جنحت إليه لالتقاط لحظات تاريخية بعيدة فحسب، وإنما في خلجات رائعة بدا فيها التاريخ يلهث قريبا من القارىء، أحاله إلى أزمنة غابرة بإيقاع حداثوي، خصوصا وأن "شمس – أميرة عاشقة" أقرب ما تكون إلى سردية شعرية دون المس بالبنية الروائية.
وفي تعريفه للرواية يقول الكاتب والأديب محمد حسين بزي (مدير عام "دار الأمير للثقافة والعلوم" في بيروت) أن "شمس" رواية قبل 3000 سنة وأكثر، وأنها بمثابة تجسير معرفي لقطيعة تاريخيّة امتدت مئات السّنين مع العرب القحطانيّين الذين بنوا حضارات، وحضارات قبل الإسلام بمئات السِّنين في الجزيرة العربية وقلبها اليمن.
وهذا التعريف التوثيقي، جاء في مقدمة "شمس" التي و"إن كانت لا تخلو من ملامح تاريخية - ليست تاريخاً أو مقتبساً، بقدر ما هي صرخة لنبش ذلك التاريخ العظيم من تحت التراب، (تاريخ مملكة "أوسان") التي كانت في فجر تاريخ الجزيرة العربية، تتنافس مع مملكة سبأ في السيطرة على اليمن وجواره".
ويأخذنا الأديب بزي إلى عوالم رائعة تنهد شعرا وعبقا وتاريخا، فقد جاء في الرواية: "تنهيدة طويلة تسرّح كل ما يعتري صدرها من ضيق، مصاحبة لإلقاء رأسها على مسند أريكتها الأرجواني، ولا أعذب من امتزاج الأرجوان بأبنوسيّة شعرها الذي يتماوج على كتفيها ويراود صدرها عن بياضه، ليكشف عن ملائكيّة وجهها محتضناً نبعي خمر وبهاء، عينين باهرتين؛ تضمّان الحلم والغواية، وتجمعان النار بالجنة، ينسدل جفناها دون إرادة، نصف إغماضة كانت كفيلة بتعامد رموشها السوداء الطويلة على عينها، كقضبان ظلّ لا يتولّد إلاّ عن ضوئها الآسر".
"شمس" أكثر من رواية، هي محاولة تميط اللثام عما خفي من حقبة تاريخية مهمة، وهي دعوة لمراكمة معرفية تأخذنا إلى الدهشة حين "يحكي" التاريخ أو "يوشوش" لنتلمس طريقا نحو الإبداع أخذنا إليه الأديب بزي في تأنق الكلمات والسكب الرائع لصور بدت ضاجة بالحياة.
كما تجدر الإشارة إلى أن رواية " شمس " تترجم الآن إلى اللغتين الفرنسية والأسبانية بعد أصبحت أيضاً محط دراسات نقدية في أكثر من دورية عربية منها مجلة "العربي" الكويتية و "الحداثة" اللبنانية، كذلك الأبحاث والرسائل الجامعية (منها ماجستير في الأدب) في أكثر من جامعة في كل من لبنان و الجزائر . إضافة إلى مفاوضات تدور هذه الأيام بين المؤلف وإحدى شركات الإنتاج لتحويلها إلى مسلسل تلفزيوني عن مملكة أوسان العربية.