بعد اختيار السويدية غريتا ثونبرغ (16 عاما) شخصية العام 2019... ترامب يسخر!

مشاركة


لبنان اليوم

 

سوزان أبو سعيد ضو

في افتتاح قمة المناخ Cop25 التي انتقلت من تشيلي إلى مدريد، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة عن مسارين، الأمل أو الإنهيار، لذا لم يأت اختيار مجلة "التايم" Time الأميركية للناشطة البيئية السويدية، غريتا ثونبرغ Greta Thunberg (16 عاما)، كشخصية العام 2019 إلا دعما للمسار الأول، وقد عنونت عددها السنوي الذي يحمل صورة غريتا بـ "قوة الشباب"، وهو ما يمكن أن تمثله غريتا وما يمكن للشباب إنجازه بعزم وإصرار نحو التغيير المنشود.

ليس هناك من شكوك، بوجود هذا الشرخ الكبير بين الشباب والبالغين، وهو ما أشارت إليه الناشطة البيئية الشابة غريتا ثونبرغ مرارا في إطلالاتها المختلفة، وما ظهر في تعليق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على اختيار "التايم" لـ "غريتا"، حيث غرد على صفحته على موقع التواصل "تويتر": "أمر سخيف للغاية، يجب على غريتا، أن تعمل على حل مشكلتها في التحكم بالغضب، ثم تذهب لمشاهدة فيلم قديم جيد رفقة صديق!، اهدئي غريتا، اهدئي"Greta must work on her anger management problem, then go to a good old fashioned movie with a friend! Chill Greta, Chill!.

وهنا جاء الرد سريعا من غريتا، إذ غيرت بطاقتها التعريفية Biography على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" إلى: "مراهقة تعمل على حل مشكلتها في التحكم بالغضب، تسترخي حاليًا وتشاهد فيلمًا قديمًا جيدًا مع صديق"a teenager working on her anger management problem, Currently chilling and watching a good old fashioned movie with a friend.

وليست هذه المرة الأولى التي تهاجم غريتا فيها ترامب على سخريته، خصوصا بأنها تعاني من متلازمة "أسبرجر" Asperger’s syndrome وهو شكل من أشكال التوحد، فبعد بعد إلقائها خطابًا ناريا في الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر، أصبحت الناشطة الشابة عرضة للنقد من قبل ترامب الذي أرفق بتغريدته مقطعا من خطابها، مع رسالة ساخرة: "يبدو أنها فتاة شابة سعيدة للغاية تتطلع إلى مستقبل مشرق ورائع. لطيف جدا أن نرى هذا!"، وهنا قامت غريتا بتغيير تعريفها الشخصي إلى: a very happy young girl looking forward to a bright and wonderful future.

وهذا الأمر هو ما نشهده في لبنان أيضا، في ثورة 17 تشرين فلم يستطيع معظم السياسيين والبالغين ردم الهوة، واستيعاب هذا الجيل الجديد الذي يشكل عصب الثورة والحراك الشعبي، ولا ردات فعله، وثقافته الواسعة، وابتكاراته المختلفة وإطلاعه على الملفات سواء في مجال الإقتصاد والبيئة والروقمة (تكنولوجيا المعلومات) والفنون وغيرها، وتواجه السلطة بأجنحتها المختلفة، ما يحدث على الأرض، بالسخرية في البدء، وبالتقبل أحيانا، وبالاتهام بالتبعية للسفارات في أكثر الأحيان، وأخيرا بالقمع والترهيب والتخوين، ويرد عليهم الشباب وبقوة بالهتافات ومنها "سلمية، سلمية" مفترشين الأرض، وعيونهم شاخصة نحو السماء، وينتظرون التغيير!







مقالات ذات صلة