"التيار الوطني الحر"... و"نكتة" تحوله إلى المعارضة؟!
"إليسار نيوز" Elissar News
مشكلة "التيار الوطني الحر" أنه محكوم بنتائج ما ارتكب في سياق أدائه السياسي منذ انضوائه في رحاب السلطة، وليس بالضرورة في مـا طاوله من شبهة الفساد في ملفات عدة، وإنما في مـا حاول تكريسه عبر خطاب متعالٍ فيه من التعجرف ما يضمن قيام أكثر من ثورة واحدة، خصوصا وأنه (أي التيار) مهجوس بموضوع "القوة"، والقوة في لبنان القائم على التعدد والتنوع تصبح ضعفا وتهورا، وتفضي بمن يتبناها إلى منزلقات خطيرة، فوهم القوة من بين الأسباب التي أوصلت لبنان إلى ما هو عليه اليوم، وهو وهمٌ مستحكم لدى كل مكونات السلطة.
فلسفة القوة في لبنان تقوم على التفاهم والتواضع، وقد أخفق "التيار الوطني الحر" عندما لم يتبنَّ التواضع، متكِّئا على تمثيل مسيحي فحسب، فيما حضوره الوطني موضع التباس، وهذا حال كل الأحزاب والقوى السياسية، وهي تعيش التباساتها المدوية، وتحيا الوهم الذي بلغ أوجه عشية الحرب الأهلية عام 1975، وفي كل المحطات تأكد ألا حروب داخلية يمكن أن تكون فيها الغلبة لفريق دون آخر، وإن بلغ من القوة أعتاها.
المشكلة أن "التيار" لم يستوعب رغم كل ما حصل أن تحوله إلى المعارضة يتداوله اللبنانيون على أنه "نكتة"، خصوصا وأن ما هو واضح الآن ليس بأكثر من محاولة للقفز من القارب قبل أن تغمره المياه، ويتناسى أنه في السلطة منذ سنة 2008، وشريك أساس منذ العام 2011، ورئيس لها منذ بداية "عهده القوي" العام 2016، ويتحمّل مثله مثل غيره تماماً مسؤولية الفساد والانهيار وقلة الكفاءة طيلة السنوات الـ 11 الماضية.
وما يتداوله اللبنانيون بحسهم وإدراكهم لخفايا الأمور، يسوقونه على أن حركة "التيار" تعني أنه يعارض رئيس الجمهورية!