بعد 34 سنة وبالتفاصيل... العثور على مرتكبي مجزرة "برج حمود" في النمسا!

مشاركة


لبنان اليوم

 

"إليسار نيوز": Elissar News

 بعد ظهر 28 آذار/مارس 1985، قام ثلاثة أشقاء لبنانيين من أصل أرمني، بأكبر عملية سطو في تاريخ لبنان، إذ قاموا بسرقة مجوهرات بقيمة 20 مليون ليرة، وكانت تعادل مليوني دولار في ذلك الوقت، أو 10 ملايين دولارا بقوتها الشرائية الحالية على الأقل، وذلك في منطقة برج حمود شرق العاصمة اللبنانية بيروت، وبالتحديد من شركة Middle East Diamond Company لصقل المجوهرات، وذلك بعد قتلهم وبدم بارد خمسة أشخاص.

ووفقا لموقع "العربية" فهؤلاء الأشخاص الخمسة وهم يعملون في الشركة وترتيبهم وفقا للصورة المرفقة وهم: هاني زمار Hani Zammar، عمره 28 وأب لثلاثة أطفال، خاتون تيكيان Khatoun Tekeyan، 27 سنة، أفيديك بويادجيان 60 سنةAvedik Boyadjian ، وأب لأربعة أبناء، ماريا حنا ميخائيل Maria Hanna Mikhayel، وكان عمرها آنذاك 32 عاما، وكان الأربعة يملكون قسما صغيرا من الشركة، أما أشهر الضحايا والمالك الأكبر للشركة، فهو هرانت كوركدجيان Hrant Kurkdjian وكان عمره 60 سنة، ويعرف بلقب "لولو".

القبض على المجرمين... وفرارهم إلى جهة مجهولة

وقد تمكنت القوى الأمنية في حي زقاق البلاط ببيروت، وبعد أسبوعين من اعتقال إثنين من مرتكبي المجزرة والسرقة وهما: "بانوس أسادور نهابيديان" Panos Assadour Nahabadian، وكان في عمر 27 سنة، و"رافي" Raffi Assadour Nahabedian  (25 سنة) كما وجدوا في منزله قسما كبيرا من المسروقات، كما عثر الإنتربول في مطار مدينة لارنكا في قبرص على "هراتش" Hratch Assadour Nahabedian، وكان يحاول مغادرة قبرص إلى بلد أوروبي، فتم القبض عليه وتسليمه للأمن العام اللبناني وذلك بعد 4 أيام من اعتقال شقيقيه، وقد اعترفوا بجريمتهم.

وتمكن الثلاثة بعد ذلك بثلاثة سنوات من الفرار من سجن رومية القريب من ضاحية برج حمود والذي يبعد 9 كيلومترات عن العاصمة بيروت، وسط فوضى الحرب الأهلية، بعد تمكنهم من التدلي من نافذة السجن مستخدمين الملاءات وغيرها، ولاذوا بالفرار ولم تعرف أماكنهم حتى أجرت صحيفة El Mundo  الإسبانية في ملحقها Crónica  تحقيقا، أظهر بأن "الأخوة الثلاثة، يعيشون عيشة راغدة في النمسا، ولكن يحملون هويات مزيفة.

تفاصيل الجريمة

وفي التفاصيل، من ملف التحقيق الذي شمل اعترافاتهم، ووفقا للفيديو المرفق، قال "بانوس" أنه: "يوم الخميس وبتاريخ 28 آذار/ مارس 1985، أخبرت زوجتي "سيتا مازبانيان" أني مسافر، إلا أنني توجهت إلى المعمل حيث وجدت شقيقي "هراتش"، وكان ينتظر شقيقنا الثالث "رافي"، وكان "هراتش" قد أحضر مسدسا مع كاتم للصوت، وحوالي الساعة 12 ذهب "رافي" لتسليم مسابح من اللؤلؤ لمعمل "هرانت"، وللتأكد بأنه لا يوجد في المعمل إلا المالك والعمال، وصعدت إلى المعمل مع "هراتش" وكانت البوابة الخشبية مفتوحة، وعندما شاهدني العامل هاني فتح الباب بالزر الكهربائي لأنه كان يعرفني جيدا، وانضم الي "هراتش" وعاد لإقفال الباب الحديدي، وعندما دخلت مكتب "هرانت"، أخرجت مسدسي وطلبت من الجميع عدم التحرك، عندها سألني ما الذي يحصل؟،  فأجبته بأننا نريد سرقتك، فافتح الخزنة، فأجابني بأنها مفتوحة، واقتربت من الخزنة وفتحتها، وفي هذه الأثناء فتح "هراتش" الباب لـ "رافي"، ودخل الغرفة، وبدأنا بإفراغ الخزنة من محتوياتها، بعدها سمعت صرخة في الغرفة المجاورة وصوت طلق ناري، واتجهت إلى الغرفة الأخرى لأجد الفتاة الأرمنية خاتون مقتولة، بعدها قام "هراتش" بإطلاق النار على الفتاة الأخرى ماريا وقتلها، ثم أخرج "هراتش" المالك "هرانت" من الغرفة، إلى غرفة مجاورة للباب الحديدي وقتله، وبعدها قتل "هاني"، ثم قتل "أفيديك"، وكان "رافي" قد أفرغ الخزنة، فتركنا المعمل وتوجهنا إلى السيارة ومباشرة إلى منزله، وبقيت المجوهرات والحجارة الثمينة في منزل "رافي"، وعدت مع "هراتش" إلى السيارة، وقدنا إلى سوريا، وبقينا في دمشق لثلاثة أيام وسافرنا منها إلى قبرص، لنهرب من هذه القضية، وبعد خمسة ايام عدت إلى بيروت عن طريق البحر، ونمت في منزل شقيقتي ليوم واحد، وسألتها عن "رافي" فقالت لي: بأن رافي اخفى المجوهرات والذهب في سقف المنزل، وأعترف بأني أخذت بعض أحجار الماس وحوالي 100 غرام من الذهب من عملية السرقة، وقد سلمت حجر تركواز لوالد زوجة "رافي" في دمشق شارع حلب واسمه ابراهيم الخوري،

شهود

وبلغت قيمة المسروقات 3244 دولاراً، إضافة إلى 3172 قيراطا من الذهب المتنوع العيارات، مع قطع من الماس وزنها 495 غراماً، تعادل 2400 قيراط، إلى جانب أحجار كريمة مختلفة الأحجام والأنواع، قيمتها وحدها كانت 700 ألف دولار.

وقال أحد الشهود في مقابلة، واسمه سيمون مالكونيان وكان موجودا قبل الجريمة بعشرين دقيقة: "لم يكن هرانت رجل أعمال، بل كان والدا للجميع، ويساعد الجميع فقد ساعدني لأؤسس عملا هنا، وأعطاني 10 آلاف ليرة ونصف كيلو ذهب، وقال لي إعمل، إن من قتلهم هم من أتباع إبليس، وليسوا بفقراء، فهم يملكون مبنى كبيرا، وكانوا يحملون الإنجيل معهم دوما، ويمثلون الإيمان، وفتح العامل الباب لهم لأنه يثق بهم، والفتاة "ماريا" كانت في فرصة للتحضير لزفافها، وحضرت ليوم واحد لتحضير طلبية، وأعتقد أن جريمة القتل حصلت فجأة وبقرار متهور، ودون تحضير مسبق، وكانت فترة من الفوضى في لبنان في ذلك الوقت، لذلك لم يتم معاقبتهم، على الرغم من أنهم يستحقون أكبر عقوبة، لا أعلم بالنسبة للمجوهرات، ولكن من المؤكد أنها لم تعاد جميعها، وكانت البلاد والجيش منقسم، وتمكنوا بأموالهم من النجاح بالفرار، ومن المؤكد أنهم جهزوا جوازات سفر، فلا يمكنهم الذهاب إلى أي بلد آخر بدونها، ولا بد أنهم استخدموا جوازات سفر لآخرين، وأن موظفا فاسدا قد ساعدهم، ولكن هذه مهمة الشرطة لكشف الحقيقة، أنا مسيحي وأؤمن بالله، ولكن أعتقد بأن عقوبة الإعدام قليلة على هؤلاء الرجال، فقد ساعد "هرانت" حوالي 3000 عائلة، كان والدا للفقراء، وإن كان هناك فقير فكان يقصده ويساعده فورا، وأتكلم بموضوعية، وليس من محبة شخصية للرجل، وشخصيا تدمر عملي بسبب هؤلاء، وكذلك 3000 شخص، وجميعهم لديهم عائلات، وحتى لو سامحناهم، فلن يسامحهم الل".

تحقيقات El Mundo

كما علمت صحيفة El Mundo، أن  Haroutioun Dayan Nahabedian   قد توفي في 12 كانون الأول/ديسمبر من العام 2012 ودفنوه في قبر رقمه 1050 في مقبرة Margaretenstrasse بفيينا، وحقيقة، فإنه رافي نهابيديان الذي دخل إلى النمسا بعد فراره وإخوته من السجن بأشهر قليلة، وحصل في العام 1992 على الجنسية النمساوية، كما وقام بافتتاح محل للمجوهرات باسمه المزيف "مجوهرات هاروتيون ديان" في مدينة فيينا في العام 2006، والمعلومات في جواز سفره، تظهر أنه ولد في نيسان/أبريل من العام 1950 بينما المحفور على شاهد قبره، هو العام 1962 وهو تاريخ ميلاده الحقيقي.

وتبين أيضا من التحقيق أن" بانوس"، دخل إلى النمسا في العام 1988، بجواز سفر لقريبة له اسمها أسدغيك مازبانيان، ولم تعرف السلطات أن Asdghik هو اسم مؤنت، وفي العام 2005 طلب من السلطات النمساوية تغيير اسمه الأول إلى روبرت، كون اسم أسدغيك صعب اللفظ على النمساويين ويتسبب له ببعض العراقيل، يقيم بانوس حاليا بهذا الاسم في فيينا، ويملك محل مجوهرات فاخرة، وقد بينت الصحيفة عنوانه وهو الرقم 4 من شارع Führichgasse بالمدينة، أما الثالث، وهو "هراتش" ومطلق النار بمسدسه على الضحايا الخمسة في بيروت وبدم بارد، فلا يزال حيا، إلا أنها لم تورد معلومات عنه في النمسا، وكان الأغرب ما انتهى إليه التحقيق.

فقد أظهرت الصحيفة أن القضاء النمساوي كان على علم بالكثير من التفاصيل ومنها ما يتعلق بالجريمة، وأنه كان يعلم بأسماء الأخوة الثلاثة الحقيقية، وليس ذلك فحسب، بل سمح لهم بالعيش بأسماء مزيفة والحصول على جوازات نمساوية، على الرغم من تسلمه مذكرات جلب بشأنهم، إلا أنه تجاهل هذا الأمر، وهم يعيشون بصورة طبيعية في النمسا حتى الآن.

 

 







مقالات ذات صلة