حكومة "إخــــتصاص" أم "إحــــــتصاص" في جمهورية الفساد؟!
أنور عقل ضو
بين حكومة تكنوقرط أو حكومة أهل الإختصاص، وبين حكومة على غرار سابقاتها عنوانها يخطه أهل "الإحتصاص" يبقى لبنان رهينة إلى أمد يبدو أنه سيطول، في وقت نجد فيه سياسيي الصدف الطائفية يدافعون عن صلاحيات مواقع في السلطة، وكأن هذه المواقع "ملكية طائفية" أو "مذهبية"، فأي وطن نرتجي؟ وأي دولة نبني معها آمالنا كي لا تضيع في الزواريب المظلمة وفيها من الظلامة ما يبقي الشعب جائعا خائرا من ظلم وجور؟
بين "الإختصاص" و"الإحتصاص" فسحة من الندم تسودها مخاوف من حروب مدمرة، ولبنان في مهب الفوضى، وأهل السياسة يجذِّفون في تراب الحيرة، يستأنسون اللعب بالنار، ولا شيء واضحا حتى الآن، وحدها ثورة 17 تشرين أكثر نقاء من طبقة سياسية تحاصصت فأنجبت الفساد مولودا سفاحا له أكثر من أب وراعٍ وضامن وكفيل.
بين "الإختصاص" و"الإحتصاص" يضيع لبنان في متاهة الطوائف، وأية متاهة؟ ولا غالب إلا التعصب في جمهورية الفساد، يحكمها أولو التعصب بدرجة "إحتصاص" وامتيار انحداري نحو منزلقات الفتن.
بين "الإختصاص" و"الإحتصاص" تمعن السلطة في تحاصص دمنا ولحمنا والمستقبل، ولا نافذة إلا نافذة الثورة، وحدها مشرعة على رجاء أن يكون لنا سمات وطن يشبه من انتفضوا انتصارا لكرامة، أما "الزغل" في زيت السلطة فيشبهها، ولا منقيات صالحة بعد اليوم، لا "فلاتر" تنظف، الماء فسد في مستنقع الزعامات المزعومة والموهومة.
بين "الإختصاص" و"الإحتصاص" يضيع بلد أو يولد بلد، وما علينا إلا الصبر والإنتظار!