من ورط الحريري في معركة خاسرة؟!

مشاركة


لبنان اليوم

أنور عقل ضو

مشكلة معظم القيادات السياسية في لبنان أنهم يعيشون بعيدا من نبض الشارع، والمشكلة الأكبر أنهم محاطون بمستشارين لا يرون أبعد من أنوفهم، لن نسمي القيادات التي تم توريطها بسبب قصر نظر المستشارين في كثير من قضايا نعيش اليوم بعض تبعاتها، فوضى أفضت إلى ثورة، وفساد يبدو أنه ترك بصماته على حلقات المستشارين في مـا يمكن اعتباره "تنفيعات" و"مكافآت" دون النظر إلى أن المستشار يجب أن يكون ملما بعمق في مجمل الأمور المنوطة به، كالصحة والإقتصاد والمال وأيضا ما له صلة بمستشاري الرئاسات، وهذا تأكيد عن أن الفساد "ضرب" أكثر المواقع الحساسة في الدولة، خصوصا وأن المستشار لمسؤول سياسي عليه أن يكون على قدر مستشاريته.

في جوجلة سريعة لما أفضت إليه التطورات الأخيرة مع تسمية الدكتور حسان دياب رئيسا مكلفا تشكيل الحكومة، لا بد من الإقرار أن الرئيس سعد الحريري مُنــِـــيَ بخسارة موصوفة، ولا تجدي المكابرة وتزيين الوقائع، فقد تمكنت قوى 8 آذار من تحقيق انتصار على مسار الحكومة، بغض النظر إن كانت هذه القوى ستستطيع أن "تقلِّع" بدياب أم لا، وما إذا كان في مقدور الأخير تشكيل حكومة قابلة للحياة.

أخطأ الحريري عندما وقف على آراء مستشاريه أو بعضهم، وتمسك بمقولة "أنا أو لا أحد"، في وقت كان المطلوب منه أن يقود تحالفا واسعا وتبني مرشح يمثل توجهات كل من تبنوا تسمية السفير السابق نواف سلام أو غيره من شخصيات سنية لا يكون حضورها نافرا، للإلتفاف على خصومه من جهة، ومحاولة كسب الشارع من جهة ثانية، وهنا، شهدنا رص صفوف لـتحالف قوى 8 آذار في مواجهة قوى مضعضعة غير متفقة على اسم مرشح، وقد فوت الحريري فرصة أن يكون راعيا لتوافق يؤمن نوعا من التوازن مع القوى المعارضة له، فخسر هو أولا وانتصر خصومه ثانيا.

أما قوله بالأمس "لا يهم أن أعود لرئاسة الحكومة المهم ان يعود لبنان، والتفاؤل يجب أن يبقى موجودا فينا"، فليس بأكثر من مقدمة في موضوع إنشاء ركيك لا يمكن صرفه بغير البكاء والنواح، فمن ورط الحريري في معركة خاسرة؟ فتشوا عن المستشارين!

 







مقالات ذات صلة