الرئيس المكلف حسان دياب... بين إسقاط التكليف والإستقالة!

مشاركة


لبنان اليوم

"إليسار نيوز" Elissar News

بدا واضحا أن رئيس الحكومة المكلف الدكتور حسان دياب متفائل بإمكانية تشكيل الحكومة في خلال شهر أو ستة أسابيع على أبعد تقدير، ويمكن تفهم اندفاعته المحمودة غير أن واقع الحال أصعب بكثير مما يعتقد الجميع، خصوصا وأن تأليف الحكومة هذه المرة لم يعد مقتصرا على تحالف السلطة فحسب، أي على تحاصصاتها وأحجامها ومطالبها، حتى وإن أبدى كثيرون استعدادا لـ "التضحية"، فثمة الآن عامل مستجد يتمثل في ثورة 17 تشرين، أي في حراك الشارع الذي يملك إمكانية إسقاط التكليف من جهة، واستقالة الحكومة إن شكلت على أساس اقتسامها بين مكونات السلطة من جهة ثانية.

لا نتحدث عن صعوبات التشكيل من قبيل الحراك الغوغائي لجمهور "تيار المستقبل"، وهو استمر بـ "توصية" من بعض مسؤولي وقيادات التيار، على ما تردد اليوم من بعض المصادر التي ألمحت إلى هذا الأمر، وسط أوهام من أن هذه الحركة الاعتراضية قادرة على استعادة الرئيس سعد الحريري لزمام المبادرة، خصوصا وأن ثمة مغالاة وعدم إقرار بأن الحريري فشل في إدارة الأزمة وخرج من اللعبة عندما قرر عدم تسمية أي شخصية لتشكيل الحكومة، وخسر أيضا بعض حلفائه، وجاءت أمس دعوة الحريري صادقة للخروج من الشارع اصطدمت بتوجه رافض من داخل تياره وجمهوره.

ولا نتحدث كذلك عن صعوبات متصلة بالواقع الصعب الذي أفضى إلى انقسام أركان السلطة، وإنما نتحدث عن آلية التكليف، وهذه مسألة تبقي المشهد السياسي المحلي ضبابيا، خصوصا وأن ثمة اعتراضا من الحرك الشعبي على هذه الآلية، وهذا ما سيترجم بدءا من اليوم حركة احتجاجات واسعة، وفي المقلب الآخر، لا يبدو الطريق معبدا لتأمين توليفة حكومية قابلة للحياة، أو يمكن أن تبصر النور، وإلا سنكون أمام خيار حكومة اللون الواحد، وهذا أمر دونه عقبات وأخطار، فيما القوى السياسية الوازنة عينها على الوزارات السيادية، وتمثيل الحراك الشعبي من ذوي الإختصاص خاضع أيضا لمعايير التوازنات.

في المحصلة نحن أمام أزمة جديدة، يخطىء من يظن أن الخروج منها سيكون سهلا، إلا بمعجزة، فيما زمن المعجزات في لبنان ولى إلى غير رجعة، ولا نعلم على وجه التحديد إلام استند الرئيس المكلف في تفاؤله فيما الواقع يضع خيارات دياب بين إسقاط التكليف والإستقالة!







مقالات ذات صلة