"الأقوياء" في طوائفهم... و"مسيرة" خراب لبنان
سلام ناصر
من إبداعات الساسة اللبنانيين (الوحيدة ربما)، ما تم ترسيخه بعد "الطائف" في موضوع أن يكون "الأقوياء" في طوائفهم في واجهة المواقع والمسؤولية، وما يشاع عن أن مفهوم "القوة" هنا يعتبر "ملكية" حصرية للتيار الوطني الحر فيه إجحاف يطاول سائر "الأقوياء"، لعل "التيار" تمادى قليلا في "علك" هذا الشعار، من لبنان القوي إلى تكتل لبنان القوي وصولا إلى العهد القوي، حتى ظن كثيرون أن "القوة" سمة شعاراتية للتيار البرتقالي، فيما القوات اللبنانية متمسكة عن قناعة راسخة بالشعار عينه، فولد على يديها تكتل الجمهورية القوية.
أما الثنائي الشيعي فضمن القوة منذ "الطائف" إلى اليوم، واستطاع أن يقصي "الضعفاء" على الساحة الشيعية، والدروز وصل لهم حقهم في العيش برفاهية وبحبوحة مع "المختارة القوية"، فيما ساعد التيار الوطني الحر النائب طلال أرسلان ليكون "قويا" بدوره فأعاروه ثلاثة نواب ليشكل ضمانة الجبل عنوان "القوة" على قاعدة "ما حدا أحسن من حدا".
مما تقدم، ومع وصول "الأقوياء" إلى السلطة خرب لبنان، خصوصا يوم قرر "الأقوياء" أن يتحاصصوا كل شيء، وبلغت "القوة" مداها في العام 2015 يوم قرروا جميعا أن يتحاصصوا النفايات، وآخر تجليات القوة بدا قبل اندلاع ثورة 17 تشرين، يوم فرض "الأقوياء" في طوائفهم ضريبة الألف ليرة على كل "نفس أرغيلة"، أما الآن فيحيا لبنان حرا معافى ينعم بالإزدهار والسلام والإستثمار!