لبنان أمام "نيو" سفر برلك... والفضل لجبران باسيل ومنظومة السلطة!
سلام ناصر
خرج رئيس التيار الوطني الحر جبران ياسيل من الباب، أو بمعنى أدق، أخرجته ثورة 17 تشرين من الباب، ويحاول اليوم أن يعود من الشباك، أفلا يمثل أكبر كتلة نيابية في "التاريخ"؟ ومن حقه أن يعود من الباب لا من "الطاقة"، لكن هل سيكون في مقدوره أن يتحمل موجة جديدة من الشتائم؟ هذا هو السؤال الأهم بعيدا من توازنات الكتل النيابية الملتبسة تمثيلا بقانون انتخابي أعور أقصى نصف اللبنانيين عن مواقع القرار.
ما يمكن استخلاصه اليوم، هو أن التيار الوطني الحر ما زال "حامي الرأس"، وهو ليس على استعداد لأن يحيد قيد أنملة عن قناعاته، لا سيما منها ما هو متصل بمفهوم القوة، خصوصا وأنه مع ما يشهد لبنان اليوم من انهيار وجوع وفقر، يصبح مفهوم القوة حالة مرضية، وهذا ما هو حاصل اليوم، فالوزير جبران باسيل يسعى للعودة بقوة عبر وزراء اختصاص هو من يختارهم، وكأنه يريد أن يلعب مرة جديدة دور "المايسترو"، في وقت ليس ثمة جملة سياسية واضحة، فالأصوات جميعها نشاز ومتداخلة، باستثاء هتافات الثوار وحدها الصادقة بإيقاع الوجع والتطلع نحو بناء لبنان المواطنة لا لبنان المحاصصات الطائفية ولبنان الفساد والفوضى والهدر والسرقات الموصوفة.
مشكلة باسيل أنه لم يتعلم ولن يتعلم، فأوهام القوة مجلبة لشرور في بلد مثل لبنان لا أقوياء بعيدا من أدب التواضع، ويبدو أن لبنان سائر نحو المزيد من الانهيار وأكثر بكثير مما هو عليه اليوم، فلبنان سيكون أمام "نيو سفر برلك"، وسط الحديث عن مجاعة في حاضرة القرن الحادي والعشرين، والفضل لباسيل أولا ولسائر منظومة السلطة ثانيا.