السكر والطحين الأبيض يتسببان بالأرق لدى النساء في سن الأمل!
رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو
يعاني ما يقدر بنحو 30 بالمئة من البالغين من الأرق وصعوبات النوم، إلا أن النظام الغذائي قد يلعب دورا ولو جزئيا في هذا الأمر، وهو ما أشارت إليه دراسة جديدة أجراها باحثون في كلية فاغيلو للأطباء والجراحين Columbia University Vagelos College of Physicians and Surgeons بجامعة كولومبيا في نيويورك، ونشرت في مجلة The American Journal of Clinical Nutrition وأن السبب هو أن "المؤشر الغذائي لنسبة السكر في الدم" dietary glycemic index لبعض الأغذية قد يؤثر على الصعوبات في النوم، خصوصا للنساء في سن الأمل.
ويرتبط نقص النوم والأرق بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض مثل أمراض القلب والسكري والاكتئاب، ويعتبر إحدى المشاكل الصحية المتزايدة في العقود الأخيرة.
وبحسب الدراسة، يزداد احتمال الإصابة بالأرق وصعوبات النوم مع الزيادة في تناول الخبز الأبيض المصنوع من الطحين (الدقيق) الأبيض والأرز الأبيض والمشروبات السكرية مثل الصودا لأنه يرفع مؤشر السكر في الدم، إذ تسبب هذه المأكولات والمشروبات المحتوية على السكريات البسيطة ارتفاعاً ثم انخفاضاً سريعاً في نسبة الجلوكوز بالدم، يعقبه إفراز هرمونات مسببة للأرق.
وقد وجد الباحثون بعد دراسة بيانات من مذكرات الغذاء لأكثر من 50 ألف امرأة في منتصف الستينات من العمر الذين عانوا بالفعل من انقطاع الطمث، وهو الانتقال الذي يرتبط أيضا مع زيادة في مشاكل النوم والأرق، وركزوا في دراستهم على "المؤشر الغذائي لنسبة السكر في الدم"، وهو مقياس لأنواع الأغذية التي يستهلكها الناس، والتي يمكن أن تسهم في حدوث ارتفاع في مستويات السكر في الدم، ووجدت الدراسة أن النساء بعد انقطاع الطمث اللائي تناولن وجبة غنية بالكربوهيدرات المكررة - وخصوصا السكريات المضافة - كن أكثر عرضة للإصابة بالأرق أكثر عرضة بنسبة 11 بالمئة من النساء مع أدنى مستويات لجهة المؤشر بالإبلاغ عن الأرق في بداية فترة الدراسة، كما كانوا أكثر عرضة بنسبة 16 بالمئة لتطور أرق جديد خلال فترة المتابعة التي استمرت لمدة ثلاث سنوات.
وقال مؤلف الدراسة الرئيسي جيمس غانغفيش James Gangwisch عبر رسالة بالبريد الإلكتروني: "تشير نتائجنا إلى أهمية النظام الغذائي بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الأرق"، وأضاف: "تجنب الأرق هو سبب وجيه آخر لتجنب الحلويات إلى جانب التحكم في الوزن".
وأوضح غانغفيش: "إن تناول السكريات المكررة مثل السكر والطحين الأبيض يتسبب بزيادة إنتاج الجسم للأنسولين مع ارتفاع مستوى السكر، وعند هبوط مستوى السكر بعد ارتفاعه بسبب الإنسولين المفرز، يفرز الجسم هرمونات أخرى لتحقيق التوازن، مثل الأدرينالين والكورتيزول، وهما سبب الأرق وصعوبة النوم".
في الدراسة ، كانت النساء اللائي تناولن نظامًا غذائيًا يحتوي على كميات أكبر من الخضروات والألياف والفواكه الكاملة (وليس العصير) أقل عرضة للإصابة بمشاكل الأرق، على الرغم من أن الفواكه الكاملة تحتوي على سكر ، إلا أنها تحتوي أيضًا على ألياف تساعد في تقليل الزيادة في نسبة السكر في الدم ، مما يجعل هذه الأطعمة منخفضة على مؤشر نسبة السكر في الدم.
أحد قيود الدراسة هو أن الباحثين لم يقوموا بقياس كمية الطعام أو فترة أو نوعية النوم أو أي تحولات في نسبة السكر في الدم أو الهرمونات بشكل موضوعي.
ولحظ الباحثون بأن هذا الأمر يؤثر على النساء بصورة أكبر من الرجال.