لون ستار Lone Star... الحشرة التي تجعلك نباتيا!
سوزان أبو سعيد ضو
لا شك بأن النظام النباتي هو نظام صحي ويساعد في السيطرة على العديد من الحالات المرضية المزمنة والوقاية منها، ويتبعه الملايين من الأشخاص حول العالم تجاوز عددهم الملايين، وبقناعة تامة أحيانا، ولكن هناك نوع من الحشرات، التي تؤدي عضتها التي لا يشعر بها الشخص، إلى حالة مناعية تمنع الشخص من تناول اللحوم وبعض مشتقاتها، لما تتسبب به من حساسية مفرطة بعد تناول هذه المشتقات لا سيما بعد التعرض لعضة نوع من القراد يسمى "لون ستار" Lone Star.
النظام النباتي
ينجذب الناس إلى النظام النباتي بأنواعه ويتبعه الملايين حول العالم، ولعدة أسباب، بعضها يشمل المعتقد، والدوافع الأخلاقية، والصحة، والحفاظ على البيئة، والعوامل الاقتصادية، وكره اللحوم، وأسباب صحية وغيرها.
ولكن هناك عدة أنواع من النظم النباتية، Vegetarian diet، وهي خمسة أنواع، Lacto-vegetarian وهو يمنع تناول اللحوم من أي مصدر ومنها الأسماك والبيض ويسمح بتناول مشتقات الألبان، Ovo-vegetarian الذي يمنع اللحوم من أي مصدرومشتقات الألبان ويسمح بالبيض، Lacto-ovo vegetarian وهو يمنع اللحوم ومشتقاتها ويسمح بالبيض ومشتقات الألبان، Pescatarian والنظام النباتي الصرف Veganism، وهم أشخاص لا يتناولون أو يرتدون أو يستهلكون أي منتجات حيوانية سواء اللحوم أو مشتقات الألبان أو البيض أو حتى الجلد الصوف والحرير وصولا إلى العسل وغيره، وقد وصلت نسبتهم إلى ما يزيد عن 25 بالمئة من الأميركيين، وقد اعتبرت مجلة "فوربس" Forbes العالمية أن العام 2019 هو عام النباتيين من النوع الخامس The year of the vegan، خصوصا لدى ما يسمى Generation Z (المولودين بين 1995 و2005) وقد نشط هذا الأمر دورة اقتصادية متصلة بهذا المجال ليس في الولايات المتحدة الأميركية فحسب، بل حول العالم، في تصنيع وتحضير الوجبات الخاصة بهذه الفئة من المستهلكين، وقد قدر هذا الإرتفاع بـ 10 بالمئة وخصوصا بعد تبني العديد من الشركات الغذائية الكبري مثلا السلسلة العملاقة ماكدونالد هذا الإتجاه في تصنيع وجبات نباتية، وقطاع المدارس في ثاني أكبر قطاع في الولايات المتحدة توفير وجبات نباتية مع المطالبة من قبل كثيرين من اعتماد المستشفيات هذا النظام، وتطوير بعض الشركات اللحم النباتي وغيره.
حشرة Lone Star
وبالعودة إلى موضوعنا الرئيسي، فإن حشرة Lone Starواسمها العلمي americanum Amblyomma، وهي نوع من القراد Tick، سميت بهذا الإسم بسبب بقعة بيضاء على ظهر الإناث منها تشبه النجمة، بينما الذكور لديها خطوط بيضاء وبقع على جوانب درعها، وتتوزع في شرق، جنوب شرق، وفي الغرب الأوسط للولايات المتحدة، في المناطق الحرجية، خصوصا حيث يوجد الغزلان ذات الذيل الأبيض (المضيف الرئيسي للقراد الناضجة)، ولكنها لا تميز بين الأنواع، وقد تقوم بالتغذي على دماء كافة الثدييات ومنها الإنسان، وهي تعض معيلها دون أن تتسبب بألم، وتبقى على جسده لفترة قد تصل إلى ما يزيد سبعة أيام حتى تمتلئ بدمائه، وتتسبب ببعض الأمراض بسبب بعض أنواع البكتيريا التي تحملها، ولكنها تتسبب لدى الإنسان برد فعل تحسسي على اللحوم يسمى alpha-gal meat allergy، وهي استجابة تحسسية متأخرة على نوع من السكريات، وهو oligosaccharide galactose-alpha-1,3-galactose، والمعروف اختصارا بـ "ألفا غال" alpha-gal، ويتواجد في لحوم ومشتقات الحليب والجيلاتين المستخرج من الحيوانات، وتحقنه القرادة داخل جسم الإنسان، ما يتسبب برد فعل مناعي، يبدأ مفعوله بعد فترة من اللسعة، ويظهر بعد تناول اللحوم على أنواعها وحتى لحم الطيور والجيلاتين الموجود في الأدوية وحتى مشتقات الألبان، ويظهر على شكل صدمة تحسسية تحدث عادة بعد 3-6 ساعات من تناول اللحوم الحمراء ، على عكس ردود الفعل التحسسية تجاه الأطعمة الأخرى، التي يكون في بداية استهلاكها فوريًا إلى حد ما ، مما يجعل من الصعب تحديد سبب التفاعل، كما لا يمكن الاعتماد على اختبارات الجلد باستخدام محاليل اختبار اللحوم القياسية عند إجراء اختبارات الحساسية لـ "ألفا غال".
ويوضح كوزبي ستون Cosby Stoneوهو عالم في مجال المناعة من جامعة Vanderbilt University: " "أنت تمشي عبر الغابة، وقد تناولت هذه القرادة وجبة من دم البقر أو دم أحد الحيوانات الثدية، فيقوم القراد الذي يحمل ألفا غال بعضك وينشّط نظام المناعة لديك."
وأضاف ستون: "ومن هذه النقطة فصاعدًا، يطور جسدك الأجسام المضادة لـ Alpha-Gal، ويكون الجسم مجهزا لمحاربة جزيئات سكر Alpha-Gal. وغالبية الناس الذين يصابون بـ (متلازمة ألفا غال التحسسية) يدركون مرضهم بعد تناول اللحوم، التي تنتشر فيها جزيئات ألفا غال. ويوجد هذا النوع من السكر أيضًا في بعض الأدوية التي تستخدم الجيلاتين كمثبتات".
وأشار ستون إلى أن: "هناك تأخير زمني في رد الفعل، وهو ما يفسر لماذا لا يدرك البعض دائمًا أن لديهم رد فعل، إذ يجب على Alpha-Gal الإنتقال أولاً عبر الجهاز الهضمي لإطلاق سراح السكر من الطعام، وبعد ساعات، يجد المرضى أنفسهم وهم يعانون من ردود فعل تحسسي مختلفة في الجلد، وضيق في التنفس، قيء وإسهال، وفي حالات نادرة، قد يتم إدخال المرضى إلى وحدة العناية المركزة"، وأشار إلى أنه عالج أولئك الذين عانوا من ردود الفعل التحسسية: "كان لا بد من إعطاء بعض المرضى وسائل دعم الحياة لأن ضغط الدم لديهم كان منخفضا لدرجة أنهم معرضون لخطر الموت".
وقد وجدت هذه الحالات أصلا في جنوب شرق الولايات المتحدة، إلا أنه قد أصبح المرض أكثر شيوعا في المناطق الشمالية والغربية البعيدة التي تعاني من ارتفاع درجات الحرارة، ومع تغير المناخ، وظهرت حالات المرض الذي تنقله القراد في أقصى الشمال مثل لونغ آيلاند ونيويورك وغرب مينيسوتا.
المصادر: National Geographic، ACAAI ، Forbes، ووكالات.