سلام ناصر

من يتابع مسار تأليف الحكومة العتيدة، يتأكد بألا شيء تغير، خصوصا على مستوى توجهات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الساعي إلى تأكيد "التوازنات" وترسيخها عدلا وقسطا بين الطوائف وسائر المكونات السياسية إرضاء للعشائر والذهنيات القبلية، ما يشي بأن لبنان سيشهد نسخة جديدة غير محدثة (فوتو كوبي) عن سابقتها، ولكن أصغر قليلا Small "18 حصان"، أي حكومة طوائف ولكن "كيوت" مطعمة بوجوه جديدة طراز 2020 Full Options و"فتحة" بالسقف.

ما يجري اليوم يستدعي السخرية وبعضا من خيبة، ففي الوقائع عاود باسيل فرض شروطه، فيما الرئيس المكلف الدكتور حسان دياب يواجه ما سبق وواجهه رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، وما كان يحكى عنه سرا خرج اليوم إلى العلن، وبات الخلاف بين دياب وباسيل واضحا، فيما الأخير يهندس التوازن المطلوب، حتى باتت الأجواء الحكومية محصورة بلقاءات باسيل، فثمة اجتماع مطول ضمه مع "الخليلين" وكان إيجابيا وآخر مع الرئيس دياب لحلحلة بعض العقد، أو أن باسيل يرسل الإشارات، يقصي فلانا ويزكي آخر صديق مغترب في بلاد العم سام!

وما أعاق تشكيلة "حكومة آخر الأسبوع" كما أشيع أكثر من مرة عن موعد ولادتها، تمثل بإصرار الرئيس دياب على أن تكون وزارة الخارجية من حصة الرئيس المكلف، وهو اقترح لها وزير المال الأسبق دميانوس قطار، من أجل الاستفادة من عمله في بعض دول الخليج لأجل تسهيل وتوفير الظروف الملائمة تأمين المساعدات للبنان، فيما الوزير باسيل يصر على التمسك بالوزارة السيادية عينها، مرشحاً لها السفير السابق ناصيف حـتي، كما رفض دياب دياب أن تكون وزارة الداخلية من حصة التيار الوطني الحر.

وبعد مرور أكثر من أسبوعين على تكليف دياب تأليف الحكومة، احتدم الخلاف بينه وبين باسيل، وعاد الأخير لمعزوفة طالب فيها بوحدة المعايير من أجل اختيار الأشخاص الذين سيتولون الحقائب، بحيث يكون من بين هذه المعايير خلو الحكومة من وزراء سابقين بصرف النظر عن تاريخ توزيرهم بدليل ان الشخصيات المرشحة من قبل التيار البرتقالي ليسوا بوزراء سابقين، في محاولة لاستبعاد كل من الوزير دميانوس قطار وزياد بارود.

بعيدا من تفاصيل مملة، يبقى الحراك الشعبي قائما ومستمرا من أمام منزل الرئيس المكلف إلى سائر الساحات، ويبدو أن اللبنانيين محكومون مرة جديدة بنزوات معروفة المصدر، وحكومة الـ "هيلا هيلا هو" على الطريق!