"تيوس" السياسة!
"لبناني عنيد"
بعض صغار السياسيين في لبنان يشبهون الجداء (صغار الماعز)، ولكنهم قادرون على التأثير والفعل، بدليل أنهم خربوا البلد وينتظرون أن يهيلوا فوقه التراب، وهذا ما يؤكد مقولة المثل اللبناني الشهير: "جدي لعب بعقل تيس"، والأمثال من "أذكياء أو أنبياء"، والمشكلة اليوم باتت منحصرة بين جداء وتيوس.
وأن نَسِمَ شخصا ما بأنه "تيس" فذلك ليس نقيصة، أو شتيمة لا قدر الله، ذلك أننا نقصد العناد الوطني، والمسؤول، أي مسؤول في النهاية هو ابن هذا الشعب العنيد الذي غنت له فيروز (لبنان الكرامة والشعب العنيد)، ومن ثم ألا يتشبه بني آدم بوفاء الكلب وأمانته ودهاء الأفعى وذكاء الثعلب وخفة السعدان ورشاقة الغزال وعيون المهى؟
مع التطورات الأخيرة، بدأت تتغير الكثير من المعادلات والمفاهيم في السياسة اللبنانية، ومرد ذلك أن الشعب بدأ يتحرر من سياسة القطيع، وتخطى الحالة الغنمية إلى الثورة والإنتفاض على كل موروث الإقطاع السياسي والعائلي والمافيوي والشعبوي والتعبوي، لكن المشكلة ما تزال متمثلة بـ "تيوس السياسة"، فهؤلاء أيضا يصح فيهم مثل شعبي آخر: "بتقلوا تيس بقول احلبوا".
انطلاقا من كل ذلك، ودون الانزلاق إلى تسمية الأمور والأشخاص بأسمائهم، يمكن أن نفهم لماذا تعثر تأليف الحكومة حتى الآن، ولإراحة الضمير، نقول: "تيسنة"!