تغريدة جريصاتي... والإعلاء الوهمي للذات!

مشاركة


لبنان اليوم

أنور عقل ضو

"نحن أشرف الناس" عبارة ساقها وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي في "تغريدة" أمس، تعبر عن مأزومية خطاب وطني عام، وهذا حال كل الجماعات السياسية والدينية والإثنية الخائفة تاريخيا، وثمة أمثلة كثيرة في العالم أخطرها ما أفضى إلى حرب عالمية ثانية كانت حصيلتها أكثر من ثمانين مليون قتيل.

لا نلوم جريصاتي على تغريدة، فكل طائفة في لبنان محكومة بـ "تفوق" ما، وهذه إشكالية إنسانية غير بعيدة من الفهم الملتبس للدين، على قاعدة أن من ليس منا هو من أهل الضلال ومآله جهنم وبئس المصير، والمشكلة في مداها الإنساني والإجتماعي أن كل جماعة طائفية أو عرقية تستشعر أنها مهددة تتبنى مقولات عنوانها الإعلاء الوهمي للذات، وفي لبنان يجري إسقاط هذا التوجه على قوى سياسية أيضا، كي لا يقال إننا فهمنا عبارة جريصاتي في غير سياقها وبقراءة مجتزأة لمضمون التغريدة.

وتاليا، عبارة جريصاتي بالأمس هي تجل لفراغ سياسي تعيشه الجماعات اللبنانية كافة، وبسائر تلاوينها وخطاباتها وتوجهاتها، وما قاله تغريدا في لحظة انفعال، يعبر عن أزمة كيانية، أزمة هُوية واحدة تستهدف لبنان الوطن النهائي لأبنائه، وهذا ما عطل إلى الآن قيام دولة المواطَنة، وأعاد لبنان إلى عصور مظلمة!

نقول ذلك ليس دفاعا عن جريصاتي، ولكن لنوضح كيف أن اللبنانيين ماضون نحو ما يُفقدهم وطنا ويبقيهم في رحاب دولة كل مكون فيها "أشرف الناس".

 

 







مقالات ذات صلة