ليطمئنَّ "نيرون"... الثورة مستمرة!

مشاركة


لبنان اليوم

أنور عقل ضو

كان يمكن ألا يطالعنا مساء اليوم مشهد المواجهات في وسط بيروت، لو أن السلطة امتثلت لإرادة الناس وحقهم في تشكيل حكومة قادرة على تلبية مطالبهم، أما وقد وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، فالسلطة وحدها المسؤولة عن هذا الدرك والفوضى، لا بل وهي في مكان مستفيدة، وقديما أحرق نيرون روما لنزوة، وكم من نيرون في لبنان؟

سلطة عجزت من قبيل التحاصص على تشكيل حكومة طوال شهرين وأكثر، هي سلطة أعجز من تقود بلدا وتدير شؤون دولة، ودائما ثمة "نيرون" وأكثر يوظف كل شيء ليبقى حاضرا في المشهد بعد أن لفظه الناس، وشجوا رأس أحلامه بفأس مطالبهم المحقة منذ انطلاق ثورة الشرفاء والأودام في 17 تشرين.

لا نبرىء المندسين، لكن ألا تكفي ثلاثة أشهر ليتمكن المندسون من التخريب على الثورة؟ وأي ثورة في العالم ليس فيها مندسين يعيثون خرابا؟ ومن ثم من يوظف المندسين؟ من يحميهم؟ من يوفر لهم فرصة التعبير عن أحقاد؟ أسئلة برسم البعض المفترض أنهم يقودون بلدا ودولة ومن "نيروتاتها".

أما إقحام القوى الأمنية في المشهد، فذلك يتطلب كذلك مساءلة أولي الشأن، علهم يعوا أن التظاهرات بسلميتها وفوضويتها هي رد فعل وليس نتيجة، فليطمئن "نيرون" الثورة مستمرة!

 







مقالات ذات صلة