"وين أكلت؟" مبادرة خلاقة لدعاء طبوش... للطعام منصة تفاعلية!
فاديا جمعة
غالبا ما تُحدث الأفكار الخلاقة الفرق في ميادين الحياة كافة، لا سيما في ظل الظروف الصعبة، مثل تلك التي يمر بها لبنان، حيث يصبح لتخطي السائد أهمية تقارب الإستثناء لمواجهة أوضاع يئن تحت ثقل أحمالها المواطنون.
وليس ثمة من لا يعلم أنه في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، خصوصا بعد تقييد المصارف لسحوبات المودعين، بحيث باتت مشتريات اللبنانيين تقتصر على المواد الأساسية والضرورية، وغيرها من العوامل أدت مجتمعة الى تعثر عشرات القطاعات الاقتصادية الإنتاجية، ومنها قطاع المطاعم والمقاهي والباتيسيري، الأمر الذي تسبب بإقفال بعضها أو صرف موظفيها لعدم قدرة أصحاب المصالح على دفع مستحقاتهم.
"وين أكلت؟"
وسط كل ذلك، جاءت فكرة الشابة دعاء طبوش بإنشاء مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بإسم "وين أكلت؟" بشكل عفوي لتصبح منصة تفاعلية يتبادل من خلالها أعضاء هذه المجموعة الأماكن والمطاعم التي يرتادونها والمأكولات التي يتناولونها بأوفر سعر مع التشديد على نوعية وجودة هذه الأطعمة، ولم يقتصر الأمر على المطاعم ومحلات الحلويات فحسب، بل أتاحت المجال أمام الكثير من السيدات اللواتي يعملن في بيوتهن في اعداد الطعام والحلويات لعرض منتجاتهم والتعريف بها.
طبوش
تقول دعاء طبوش لـ "إليسار نيوز" elissarnews.org: "جاءت الفكرة بشكل عفوي بعد منشور لم اعتبره مهما كنت قد وضعته على فيسبوك لأتشارك مع أصدقائي عن مكان من الممكن أن أقصده لتناول طعام معين"، لافتة إلى أن "المنشور لاقى استحسانا ورواجا وتفاعلا على نحو لم أكن أتوقعه".
وأضافت طبوش: "لفتني إهتمام وتفاعل الناس، خبرتهم وشغفهم في ابداء الرأي بموضوع المأكولات، فبادرت لإنشاء مجموعة متخصصة بتجارب المطاعم في لبنان تتيح لجميع أعضائها المشاركة وعرض الأماكن التي يرتادونها والأطعمة التي يتناولونها واسعارها وتفاصيل أخرى، منها النقد دون تجريح والمدح والثناء وصولا إلى تقييم الخدمة والنظافة والطعم ضمن الأصول".
وتابعت طبوش: "خلال أسبوعين فقط ارتفع عدد أعضاء المجموعة بشكل لافت ليتجاوز الثلاثة عشر ألف عضوا، مع التركيز على المطاعم الصغيرة التي تحتاج الدعم والإعلان عنها في ظل وضع إقتصادي جدا سيئ"، وأضافت: "أسعدني جدا التواصل معي من قبل أصحاب مطاعم قدموا امتنانهم وشكرهم لمبادرتي التي منحت الفرصة للناس للتعرف على مطاعمهم وشجعتهم على ارتيادها، كما سرني أيضا وبشكل خاص السيدات العاملات في بيوتهن واللواتي تشجعن وعرضن منتجاتهن ولقين دعما كبيرا وتشجيعا لتطوير عملهن بشكل يفتح لهم بابا للرزق".