معالجة مشكلات الدولة تبدأ بمحاسبة "زعران الشوارع"!

مشاركة


لبنان اليوم

سلام ناصر

لا يمكن تحميل حكومة الرئيس حسان دياب ما يفوق قدرتها، ولكن يمكن مطالبتها بأكثر، على الأقل بما يعيد الثقة ولو نسبيا بمؤسسات الدولة، فما حصل بالأمس في بعض المناطق من تعد من قبل مدنيين على معتصمين ومحتجين لم يواجه بما يرقى إلى ما يستحقه هذا الفعل، حتى ولو ألقي القبض على اثنين أو أكثر ممن لا زالوا ينظرون على أنهم فوق القانون وأكبر من الدولة، في المعارضة كما في الموالاة، الكل يتساوى في "الزعرنة" غير المقتصرة على شارع دون آخر ومنطقة دون أخرى، وعلى امتداد محافظات لبنان الواسعة.

لم تجروء حكومة الرئيس دياب على تسمية الأمور بأسمائها، فما تجذر في تربة الفساد بات عميقا جدا واقتلاعه يتطلب عزيمة ووقتا، فلا العزيمة ظهرت والوقت يتطلب "الوقت"، ومعالجة مشكلات الدولة تبدأ بمحاسبة "زعران الشوارع" إلى أي زعيم ومسؤول سياسي انتموا، قبل البحث في بيان وزاري وموازنة وخلافهما، وفي كل الطوائف وفرة من "الزعران" وجب تأديبهم.

نقول ذلك، لأننا حرصاء على استعادة لبنان من أيدي الفاسدين، وهذه مقدمة لتصطلح أمور الدولة، ولقد سمعنا من وزراء أمس واليوم كلاما مشجعا، لكن لم يقترن بأفعال صارمة، فثمة استحياء وخوف ووهم، وإن نعلم أن الحمل ثقيل على الحكومة، لكن عدم القدرة على مواجهة "أزعر" استباح وضرب وأحرق فذلك لا يشي بما يضفي القليل من الإطمئنان، على حاضر وعلى غد ومستقبل.

 







مقالات ذات صلة