أميركا... و"صفعــــة" الـ Century Deal!
أنور عقل ضو
قبيل إعلان الإدارة الأميركية عن خطة السلام المعروفة بـ "صفقة القرن" Century Deal أعلن الجيش الاسرائيلي، اليوم الثلاثاء، تعزيز قواته في غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة، وسط رفض فلسطيني واسع لصفقة مذلة، هو الخوف دائما يسيطر على كيان اغتصب أرضا ولا يني يطمع بالمزيد، ولن تحصد إسرائيل إلا رياح الخيبة.
في السياق، ثمة حقيقة راسخة، متمثلة في أن الشعوب العربية، بمعزل عن أنظمتها المتواطئة، رافضة أساسا لأي "صلح" لا يقوم على حل الدولتين، وما الهلع الإسرائيلي إلا بداية إحباط لخطة يصح أن تكون بمثابة "صفعة القرن" لأميركا وللعرب المتزلفين ولإسرائيل كذلك.
"الصفقة" لن ينال منها الفلسطينيون إلا خيبات جديدة عبر طمس هويتهم ودمجهم في مجتمعات لا تعوضهم عن أرضهم وتراب وطنهم المقدس، وهنا، يخطىء من يتصور ولو للحظة أن العصر الأميركي قدرٌ مسلط على الرقاب، وأن الفلسطينيين محكومون بمشيئة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره وصهره جاريد كوشنير مهندس الصفقة، ويخطىء أكثر من يعتقد أن فلسطين قابلة للبيع بخمسين مليار دولار أميركي من خزائن دول النفط العربية، ولا بمئات الملايين من الدولارات.
متى يعلم صناع القرار أن من يحدد المعادلات هم الفلسطينيون أنفسهم، وسواعد المقاومين لا الأنظمة، الشعوب لا الدول ولا الحكومات، وهذا درس لم تفقه الإدارة الأميركية إلى الآن أن ما خططت له سابقا وتخطط له اليوم وغدا هو محض تجديف.
لا حل لقضية فلسطين وفق تصورات الصهيو-أميركية، ومن يدور في فلك مشاريعهما، وسيظل الصراع قائما إلى أن يقتنع الجميع أن السلام العادل هو المدخل لأية مفاوضات، وتهويد القدس وضم الجولان إلى إسرائيل ليسا بأكثر من خارطة مؤقة، أو "مزحة" ثقيلة وسحر سينقلب على الساحر.
ستتلقى أميركا "صفعة" الـ Century Deal المدوية، وإن غدا لناظره قريب!