... وما عدا ذلك "طق حنك"!
أنور عقل ضو
جاء في مسودة البيان الوزاري لحكومة الدكتور حسان دياب أن خطة الإنقاذ الاقتصادية تتضمن "خطوات مصيرية وأدوات علاج ستكون مؤلمة"، مبررة ذلك بتجنب "الانهيار الكامل الذي سيكون الخروج منه صعبا إن لم نقل شبه مستحيل".
فهل ثمة انهيار أكبر مما يعيشه لبنان اليوم؟ وهل ثمة ضحالة فكر وسياسة عبثية مع ما نشهد من سجال و"طق حنك" بين بعض المكونات السياسية المفترض أنها مسؤولة عن البلد؟ وهل تستقيم الأمور فيما البعض يعبث بذاكرة اللبنانيين مستحضرا فصولا دامية من حرب أهلية ولت، "يُقال" إلى غير رجعة؟
بغض النظر عن الـ "خطوات المؤلمة" التي ستتبناها الحكومة، ونحن نعلم أن الفقراء سيدفعون ثمنا أكبر، من قبيل "التقشف" و"شد الحزام" و"إجراءات غير شعبية"، فيما لن تمتد يد إلى المرتكبين في موضوع الأموال المنهوبة والفاسدين، وما تضمنه البيان الوزاري صار لازمة لسائر القوى السياسية وقد رأينا كيف "حاربت" الفساد!
من هنا، تبقى المشكلة أكبر من حكومة الرئيس دياب، فهي متجذرة في عقلية طبقة سياسية مفلسة أساسا وأفلست معها البلد، وما تزال مستميتة على لحم اللبنانيين، هذا اللحم على هزاله.
لا ثقة ليس بالحكومة فحسب، وإنما بمجمل الطاقم السياسي العاجز عن أداء دور ينتشل لبنان من مستنقع الهدر والفساد وسائر الارتكابات والمخالفات والوعود الزائفة، ومع هكذا طبقة سياسية متحالفة متضامنة (رغم الخلافات المحكومة دائما بسقف مصالحها) لتحمي امتيازاتها لا قيامة للبنان، ولا قيامة للبنان أيضا طالما "طق الحنك" على "تويتر" مستمر، وطالما أن مطالب الثورة لم تتحقق وليس أقلها إجراء انتخابات نيابية مبكرة، وفق قانون انتخابي عصري، وإنتاج طبقة سياسية جديدة قادرة على انتشال لبنان من براثن حكام الطوائف!
وما عدا ذلك "طق حنك"!